9154
محمد نجيب كومينة
َالاورو يساوي اقل من الدولار ، متغير له مابعده في ظل توجه الاحتياطي الفيدرالي الامريكي الى رفع معدل الفائدة الاساسي الذي يقوي الدولار ويجلب المزيد من الادخار العالمي والاستثمار الى الولايات المتحدة، وفي ظل الازمة الطاقية، الناتجة عن معطيات سياسية وجيوسياسية اكثر مما هي ناتجة عن اختلال في السوق بين العرض والطلب، والتضخم الذي نتج عنها وصار تهديدا حقيقيا للاقتصاد وللاستقرار والتعايش كما بدا يظهر من خلال عدد من ردود الافعال والظواهر.
تراجع قيمة الاورو قد يستمر طويلا، مالم يطرا طارئ، وقوة الدولار ستستمر بالنظر الى كون الولايات المتحدة تستفيد من الازمة ومن ارتفاع اسعار مواد الطاقة وغيرها، والاوروبيون يوجدون في حيص بيص، اذ ان كل الاختيارات التقليدية تحمل اخطارا، فرفع معدل الفائدة الاساسي بهدف التحكم في التضخم يجعل الانكماش الاقتصادي يصل الى حد الخطورة، بحيث ينفتح على افلاسات وبطالة واسعة وعدم استقرار …الخ، وعدم رفعه يجعل التضخم يزحف و يدمر في طريقه الاستهلاك والانتاج و الطاقة الشرائية و يجعل الفقر يغزو الفئات الوسطى، وتبقى اسعار المنتجات الطاقية حاسمة.
انخفاض قيمة الاورو مقارنة مع الدولار يمكن ان يجني منه المغرب فوائد، ومنها انخفاض مديونيته الخارجية التي تشكل العملة الاوروبية جزءا رئيسيا منها، مع العلم ان صادراته من الفوسفاط والاسمدة والمعادن وجزء من المواد الفلاحية يتم بالدولار، و يمكن للمغرب ايضا ان يجني فوائد على مستوى التجارة الخارجية والسياحة والاستثمار، خصوصا في ظل الاتجاه الحالي الى معالجة مشاكل سلاسل القيمة والامداد التي ظهرت مع كوفيد وتفاقمت بسبب الحرب في اوكرانيا و السياسة الصينية الهادفة الى الوصول الى صفر كوفيد 19.
ليس بامكان احد ان يقدم توقعات ذات مصداقية بشان التطور المحتمل للاسعار في سوق الطاقة، لذلك، فان انخفاض هذه الاسعار بشكل كبير ممكن، لان العرض متوفر والطلب مرشح للانخفاض بسبب الانكماش، و ارتفاعها وارد اذا حدث تطور دراماتيكي في المواجهة الجارية بين الغرب وروسيا والصين او حدثت ازمة جديدة ذات تاثير على الامداد، ويصعب الحديث والحالة هذه عن تغير في الدورة الاقتصادية او دورة المواد الاولية او غير ذلك والا دخلنا في الشعودة، وهذا ما يتطلب كثيرا من البراكماتية، لان المدى القصير هو المتحكم، بينما المدى المتوسط غير منظور
هذا الحوار الاذاعي يسلط الضوء على جوانب مهمة ذات صلة بهبوط الاورو. الاورو الذي لا اتوقع شخصيا ان يسترجع قوته في ضوء المعطيات التي يسوقها الباحث وغيرها