احتضنت مدينة قلعة السراغنة، بين 1 و9 مارس الجاري، فعاليات الدورة الرابعة للأيام الثقافية (2019- 2020)، التي شهدت تنظيم مجموعة من الفقرات الثقافية والرياضية لفائدة الطلبة الجامعيين.
وسعت هذه التظاهرة، التي نظمها المركز الجامعي متعدد التخصصات بشراكة مع جامعة القاضي عياض وشركاء آخرين تحت شعار “التميز في صناعة الإبداع”، إلى تسليط الضوء على الرافد الثقافي لمدينة قلعة السراغنة والمناطق المحيطة بها، وتعزيز مكانتها الفكرية والثقافية ضمن الساحة الجامعية بجهة مراكش آسفي.
كما سعت هذه التظاهرة إلى إشراك الطلبة في الدينامية الثقافية للمركز الجامعي، لاسيما من خلال بناء فكر معرفي رصين والارتقاء بالإنتاج الأدبي، فضلا عن النهوض بالجانب الترفيهي عبر تنظيم أنشطة رياضية موازية تبرز مواهب الطلبة وتعزز من انفتاحهم على المحيط الخارجي.
وبالمناسبة، أكد مدير المركز الجامعي متعدد التخصصات بقلعة السراغنة، الدكتور محمد الغالي، أن هذه التظاهرة تدل على جودة وأهمية العمل الذي يقدمه المركز الجامعي، باعتباره مكونا من مكونات التنمية على مستوى الإقليم، خاصة في ظل الرهانات الحالية المتعلقة بمجتمع المعرفة.
وأضاف الدكتور الغالي، أن تشجيع مجتمع المعرفة هو الكفيل بالمساهمة في تنمية وتقوية الرأسمال المادي الذي يشكل النواة الصلبة في أي مشروع مجتمعي، ليس فقط على مستوى إقليم السراغنة بل على المستويين الجهوي والوطني.
واستحسن الطلبة المشاركون في الأنشطة المبرمجة ضمن الدورة الرابعة للأيام الثقافية، مؤكدين أن هذه الأنشطة ستسهم في التعريف بتراث وثقافة المنطقة، وتشجيع الطلبة على دعم الإبداع عموما والثقافة والعلوم خصوصا.
وتضمن برنامج الأسبوع الثقافي تنظيم ندوتين حول مساهمة القضاء في النموذج التنموي الجديد والقوانين الجديدة المتعلقة بالجماعات الاراضي السلالية، وسؤال التشغيل في ظل النموذج النموي الجديد، وورشات تكوينية حول منهجية التعليق على القرارات القضائية ووضعية الأطفال المرافقين لأمهاتهم في السجون.
كما تضمن البرنامج مواضيع أخرى همت، على الخصوص، الرقابة على دستورية القوانين في المغرب، بمشاركة مستشارين قضائيين وقضاة من هيئة المحكمة الابتدائية لقلعة السراغنة ومنتخبين وأساتذة من جامعة القاضي عياض.
وشهدت النسخة الرابعة من هذه التظاهرة تنظيم محاكاة لجلسات الأمم المتحدة أداها طلبة وطالبات المركز الجامعي، حيث عرفت مشاركة وازنة ونقاشا نوعيا بين مختلف الطلبة والطالبات الذين مثلوا أدوار مندوبين ومندوبات البلدان، دافعوا خلالها عن مواقف دولهم مستحضرين الأعراف الدبلوماسية للترافع في هيئة الأمم المتحدة.
وفي الجانب الترفيهي، تميزت فقرات هذه الدورة بتنظيم عروض في فن “التبوريدة” ومسابقة السباق الطلابي، وذلك بمشاركة العديد من الطلبة والطالبات الجامعيين ومتسابقين من هواة رياضة العدو الريفي والماراطون.
وإلى جانب الأنشطة الثقافية والترفيهية، تميزت الدورة الرابعة للأيام الثقافية بتنظيم حملة للتبرع بالدم انخرط فيها مجموعة من الطلبة والأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمركز الجامعي وحملة إيكولوجية خاصة بالنظافة والتشجير.
يشار إلى تنظيم الدورة الرابعة للأيام الثقافية للمركز الجامعي بقلعة السراغنة، تندرج في إطار الاحتفالات التي تقام على صعيد جهة مراكش في إطار الذكرى الأربعين لتأسيس جامعة القاضي عياض، وذلك بهدف المساهمة في النهوض بالمنظومة التعليمية كمكون أساسي في التنمية المحلية.