ترأس البابا فرانسيس العالم وحيدا ” صلاة عالمية ” لمواجهة فيروس كورونا في ساحة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان داعيا العالم ” الخائف ” إلى ” العودة إلى الإيمان ” .
وكانت هذه الصلاة الأولى في التاريخ، التي يترأس خلالها البابا صلاة في مواجهة عاصفة وباء كورونا المستجد، في ساحة كاتدرائية القديس بطرس الخالية في الفاتيكان، داعياً العالم « الخائف والضائع » إلى إعادة النظر في أولوياته.
وقال البابا: « ظلمة كثيفة قد غطّت ساحاتنا ودروبنا ومدننا واستولت على حياتنا وملأت كل شيء بصمت رهيب وفراغ كئيب يشلُّ كل شيء لدى عبوره ».
وكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تعد 1,3 مليار شخص قد دعا الناس لمشاركته الصلاة، التي استمرت ساعة، عبر الإنترنت.
وبثّ الموقع الالكتروني للفاتيكان الصلاة بثماني لغات بينها الصينية والعربية يضاف إليها قناة بلغة الإشارة، وهو أمر جديد.
وتابع البابا في عظته الهادفة إلى تشجيع العديد من الكاثوليك على « العودة إلى الإيمان »: « إن العاصفة تكشف ضعفنا وتُظهر تلك الضمانات الزائفة التي بنينا عليها برامجنا ومشاريعنا وعاداتنا وأولوياتنا. تظهر لنا كيف تركنا وأهملنا ما يغذّي ويعضد ويعطي القوّة لحياتنا وجماعتنا ».
وقال البابا: « في عالمنا هذا سرنا قدمًا بسرعة عالية معتبرين أنفسنا أقوياء وقادرين على كلِّ شيء. فامتلَكَنا الجشعُ إلى الربح، وأغرَقَتْنا الأشياء وأبهَرَنا التسرّع »، مضيفاً: « لم نستيقظ إزاء الحروب والظلم الذي ملأ الأرض، ولم نستمع إلى صرخة الفقراء وصرخة كوكبنا المريض ».
وتابع الحبر الأعظم: « استمرّينا دون رادع، مُعتقدين أننا سنحافظ دومًا على صحّة جيّدة في عالمٍ مريض ».
وخلص إلى القول: « إنه وقت الاختيار بين ما هو مهم وما هو عابر، وقتُ الفصل بين ما هو ضروري وما ليس ضرورياً. إنه زمن إعادة تصويب دربنا »، كما ورد على موقع الفاتيكان.
وشدّد البابا على تفاني « أشخاص عاديين، غالباً ما ننساهم، لا يظهرون على صفحات الجرائد والمجلات، أو في المشاهد الاستعراضية، ولكنّهم يخطّون اليوم الأحداث المقررة بالنسبة لتاريخنا »، مشيراً إلى أن هؤلاء الأشخاص هم « الأطباء والممرضون والممرضات وموظفو المتاجر الكبيرة (السوبرماركت) وعمال التنظيف وعمال المنازل وسائقو الشاحنات وعناصر الأجهزة الأمنية والمتطوعون والكهنة والراهبات وكثيرون آخرون أدركوا أن لا أحد يستطيع أن ينجو بمفرده ».
وفي الأحوال العادية، تقام صلاة « بركة مدينة روما والعالم » من قصر الفاتيكان فقط في عيدي الميلاد والفصح، أهم مناسبتين في الديانة المسيحية او حتى عند انتخاب حبر أعظم جديد.
وتسبق « البركة » عادة جولة حول النزاعات المسلحة في العالم. لكن البابا ركز الجمعة على خصم واحد، فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من نصف مليون شخص في العالم وتسبب بوفاة 26 ألف شخص.
وفي ظل إجراءات العزل في إيطاليا، تباطأ أيضاً نشاط الكنيسة الكاثوليكية العالمية.