عادت ظاهرة البحث عن كنوز ودفائن لتقض مضجع ساكنة بعض الدواوير باقليم الصويرة، حين انتبهت قاطنة دوار بوجلاخ على أصوات اشغال حفر غريبة، ما دفع ببعضهم لاستطلاع جلية الامر، ليتفاجأ بمجموعة من الاشخاص الغرباء منكبون على هدم جزء من فضاء المسجد.
تم ربط الاتصال بالمركز القضائي للدرك الملكي الذين انتقلوا للموقع المذكور ، وبالتالي القيام بمساعدة السكان بتطويق المجموعة المشتبه بها ، والمشكلة من خمسة اشخاص ضمنهم امام مسجد تم ضبطهم متلبسين بأشغال حفر تحت جنح الظلام ، لاستخراج دفينة ” كنز” .
نقل الاظناء صوب مقر الدرك الملكي ، مع حجز ومصادرة بعض المعدات المستعملة في اشغال الحفر وكذا بعض الوثائق والخرائط،حيث تم اخطار النيابة العامة التي أعطت تعليماتها بتعميق البحث وتمديد الحراسة النظرية في حق المشتبه بهم، في افق إحالتهم على القضاء في حالة اعتقال لمواجهة ما اقترفوه من افعال يعاقب عليها القانون.
وقد سبق ان تم تسجيل مجموعة من الاحداث المشابهة ، بعد ضبط اشخاص يشكلون مجموعات للنبش عن الكنوز والدفائن بمختلف مدن واقاليم جهة مراكش ، كان اخرها بدوار الصغير بجماعة اولاد المومنة باقليم شيشاوة والذي استيقضت ساكنته فجرا اعلى اعمال حفر مشبوهة ، يقوم بها بعض الغرباء الذين تسللوا لفضاء المكان متسترين بجنح الظلام عبر سيارة فارهة من نوع ” مرسديس” .
انطلقت عملية مطاردة تمكنت خلالها الساكنة من محاصرة الاشخاص الغرباء وتضييق الخناق عليهم لمنعهم من الفرار ، ومن تم شُل حركتهم جميعا ( خمسة اشخاص ) مع ربط الاتصال بمصالح الدرك الملكي لوضعها في صورة الحدث.
تبين بان المعنيين يعملون ضمن مجموعة متخصصة في النبش عن الكنوز والدفائن ، وأنهم قد تمكنوا من احداث حفرة بالمكان الذي ان ضبطهم به ، مستعينين في ذلك ببعض معدات الحفر ، حيث تم حجز اشياء غريبة بحوزتهم من أبخرة وطلاسيم وابعض المعدات ، ليتم توقيفهم وإحاطتهم بأسوار الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة المختصة ، في انتظار إحالتهم على المساءلة القضائية.
واقعة تكررت في اكثر من مناسبة وامتدت الى المحال الحضري بمدينة شيشاوة ، كما حدث بحي الفرح بعد محاصرة اشخاص تسللوا لموقع مجاور للحي ، وشرعوا في إنجاز اعمال حفر بحثا عما اعتبروه كنزا مدفونا بالمنطقة.
وانتبه سكان الحي المذكور على أصوات حفر غريبة تجري بالموقع المعروف ب” دار الزرابي القديمة” والذي ظل يعتبر جزءا من الحي اليهودي الذي استقرت به عشرات الاسر من الطائفة اليهودية خلال عقود من الزمن، قبل ان تعمل الدعاية الصهيونية على دفعهم لركوب قطار الهجرة ومغادرة الديار، ليبقى الموقع منطقة مهجورة.
انطلقت مجموعة من المواطنين لمطاردة الغرباء المتطفلين ومحاصرة ثلاثة اشخاص فيما تمكن شركاءهم من النجاة بجلدهم والفرار بعيدا عن قبضة الساكنة.
انقشع المشهد عن مصادرة بعض المعدات المستعملة في الحفر مع وجود حفرة عميقة، نجح المشتبه بهم في حفرها ، ليتم ربط الاتصال بالمصالح الامنية التي انتقلت لعين المكان وقامت بتوقيف المشتبه بهم بعد ان تبين بأنهم من متصدي الكنوز ويعملون ضمن مجموعة متخصصة في هذا النوع من الاعمال.
وقد عرف اقليم شيشاوة العديد من الاحداث المماثلة ابطالها أشخاص دفعهم الجشع والطمع والبحث عن مكاسب سهلة الى الوقوع في المحضور، وبدل الحصول على دفائن وكنوز ، وجدوا أنفسهم خلف اسوار السجون بعد ادانتهم بأحكام سجنية.
اخر القضايا المسجلة في هذا الإطار كان بطلها رجل أمن سابق تمت ادانته بثلاثة أشهر حبسا موقوف التنفيذ من طرف قضاء امينتانوت بالإقليم المذكور، بعد متابعته على خلفية تورطه رفقة بعض شركائه في عملية نبش وحفر استهدفت استخراج دفينة من احدى المناطق التابعة للنفوذ الترابي لجماعة سيدي المختار، مع التطاول على المحجز البلدي للجماعة وسرقة سيارته التي تم ايداعها بالمحجز بعد فشل عملية النبش وفرار المجموعة.
تواتر هذا النوع من الاحداث والوقائع الخاصة بعمليات النبش عن كنوز ، والتي فتحت دروب المتابعات القضائية في وجه مجموعة من المتورطين ، كشفت عن تحول فضاءات جهة مراكش الى قبلة لمتصيدي ” الكنوز ” والثروات المطمورة في باطن الارض ، املا في كسب سهل ، بحيث غالبا ما تستبطن هذه العمليات قضايا نصب واحتيال واستغلال لسذاجة البعض في إطار المأثور الشعبي ” الطماع تايغلبو الكذاب “.
مجموعة من الأشخاص تم ضبطهم متلبسين بالجرم المشهود وهم بصدد القيام بعمليات حفرسرية بحثا عما اعتقدوه دفائن مترعة بعبق الذهب والجواهر النفيسة، ليجدوا أنفسهم في مواجهة القضاء ، وهي القضايا التي امتدت لتشمل بعض الأطر العليا الذين أغوتهم الرغبة في تحصيل ثروات مهمة بمجهودات أقل .
فقد تمت احالة الشرطي السابق على أنظار العدالة وملف قضية مماثلة بالكاد تتم لملمة أوراقه وهو ملف
المجموعة التي تم توقيفها من طرف الدرك الملكي بإمينتانوت والتي كان يتزعمها مهندس يعمل بالمكتب الشريف للفوسفاط وهم منهمكون في عملية حفر بحثا عن كنوز دفينة بدوار كوزمت بدائرة إشمرارن .
رياح هذا النوع من الإقترافات امتدت كذلك لتطيح بأشخاص آخرين.امتد بهم الجشع الى التطاول على المقبرة اليهودية بجماعة أمزميز المحادية لمراكش،حين تطوع بعض أصحاب الحسنات بإخبار مصالح الدرك بوجود أشخاص غرباء منكبون على القيام بأعمال حفر بالمقبرة اليهودية المتواجدة بدوار السور.
سارعت المصالح المذكورة للموقع المحدد،وتمكنت من الإحاطة بأشخاص مشتبه بهم كانوا حينها منكبين على القيام بعمليات حفر واسعة، مستعينين في ذلك بمعدات وتجهيزات مع بعض الوثائق والرسومات،ما يؤكد بكونهم يعملون وفق خطة مدروسة،ليجدوا أنفسهم في مواجهة العدالة.
وبمقاطعة جيليز بمراكش لازالت تنتصب امام ساكنة دوار الكدية حفرة عميقة تم إنجازها بليل من طرف أشخاص مجهولين وفي غفلة من الجميع.
الواقعة تم تسجيلها مؤخرا ،وخلفت العديد من علامات الإستفهام المحيرة، حين استيقض سكان هذا التجمع السكاني وانتبهوا أمام اندهاش الجميع بوجود حفرة عميقة تتوسط الفضاء الخارجي حيث تمتد صخور جبل جيلز.
في الليلة المذكورة انتبه بعض السكان لتحركات مشبوهة لأشخاص غرباء كانوا يقطعون المجال جيئة وذهابا وكأنهم بصدد البحث عن شيء مفقود، قبل أن تلفهم أجنحة الظلام ويختفون عن الأنظار، ليفاجأ الجميع في اليوم الموالي بالحفرة العميقة.
بفضاءات جماعة سعادة المثاخمة للمجال الحضري لمراكش كانت الجهات المسؤولة على موعد مع مشهد مماثل، انطلق بإخبارية تؤكد وجود أشخاص غرباء يقومون بأعمال حفر بجنبات احد الدواوير المبتوتة فوق رقعة هذه الجماعة المندورة لحياة الفقر والتهميش.
انطلقت بعض العناصر الدركية واعوان السلطات المحلية للموقع المحدد ، بحيث ما كادوا يشرفون على الموقع، حتى انفرط عقد المجموعة المذكورة وفر كل منهم في اتجاه، مخلفين وراءهم بعض أدوات الحفر إلى جانب حفرة صغيرة ، ما أكد ان المعنيين قد انطلقوا للتو في أشغال النبش حين استشعروا وصول ” أصحاب المخزن” ففضلوا ترك الجمل بما حمل والنجاة بجلدهم.
تناسل هكذا احداث ووقائع بات يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية التي تجعل من ممتهني النبش عن الدفائن يغزون فضاءات الجهة بكل الحماس الممكن، الامر الذي اعتبره بعض المهتمين قضايا يجب ان تتم مقاربتها من زوايا علم الاجتماع لتحديد الأسباب والظروف التي تجعل فئة عريضة من المواطنين تقع فريسة هذا النوع من الاوهام ، وتستسهل خوض مغامرات وأعمال يجرمها القانون.