من هنا البدء :
يقتضي التقدم في البناء الديمقراطي للدولة و للمجتمع ثقافة سياسية وتنظيمية ديمقراطية , مؤسسة على احترام الاختلاف والقبول به وتدبيره تدبيرا عقلانيا وديمقراطيا .. وذلك ضد كل نزوع إقصائي أوتنافس غير شريف بدافع مصالح وحسابات ضيقة وأنانية , فلا إصلاح للوضع الحزبي بدون التدبير العقلاني والديمقراطي للاختلاف ومأسسته ., هذا درس من دروس عقود من العمل الحزبي الوطني التقدمي ما أشد الحاجة إلى تمثله واستحضاره اليوم قبل الغد..
إن المقاربة النقدية ,النزيهة والشفافة لمختلف الأعطاب والنزعات المدمرة التي أفقدت العمل الحزبي مصداقيته وجاذبيته تستدعي اليوم بشكل ملح استلهام دروس انكسارات مسارطويل من العمل الحزبي التقدمي, تفرقت فيه السبل بين الإخوان والرفاق بسبب هيمنة نزعات الإقصاء والهيمنة وسوء التدبير للاختلا.ف.الخ , كما تستدعي أيضا تجديد الثقافة التنظيمية في ضوء خلاصات تلك لانكسارات التي قادت إلى تشكل مشهد حزبي وطني بلا لون ولاطعم ولا مصداقية ..
ولامراء في أن أحزاب الصف الوطني الديمقراطي التقدمي هي المعنية بالأساس باتخاذ مبادرات في هذا المنحى , فعليها المعول في القيام بدور فاعل ومؤثر في عملية إعادة هيكلة المجال السياسي والحزبي الوطني,و بناء تعددية حزبية حقيقية ,فدون ذلك سيستمر الفعل الحزبي غارقا في حساباته السياسوية الضيقة و في المناورات الصغيرة للقيادات ,ما سيعمق المسافة بيننا وبين استراتيجية الدمقرطة للدولة وللمجتمع من جهة ,ويدخل المجال السياسي برمته في فراغ مخيف ,من جهة أخرى .
جليل طليمات / الرباط