بعد الحصار الجائر الذي استمر سنين دون أن يموت، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية دخل مرحلة التكالب عليه من الداخل و من الخارج. فمنهم من يريد تعويمه خارج قانونه الأساسي! و منهم من يصر على سرقة تاريخ الاتحاد الوطني للقوات الشعبية المجيد بقصد الركوب عليه لتلميع أخطاء و خيانة حزبهم للجماهير الشعبية.
بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية حزب لم يخن و لم يبع ضميره و لا مبادئه مقابل الريع السياسي او بضعة مقاعد في البرلمان أو مناصب أو من أجل دريهمات المنح المالية التي تسلم للاحزاب المشاركة في تزوير إرادة الشعب.
الاتحاد الوطني للقوات الشعبية هو الحزب الذي ربط مصيره بمصير الطبقات الشعبية فقاطع الانتخابات و ما تذره من منافع كان سيستفيد منها قياديوه كما كان ستتوسع قواعده التي لا محالة كانت ستطمح في الوصول إلى الكعكة إن عاجلا أو آجلا. كما أن مقراته سيعرف انتشارا أوسع بدل الإغلاق….
كل ذلك و اكثر وضع الحزب وراءه و فضل أن يعيش تحت الحصار و التضييق و الخنق… و أن يناضل من أجل الشعب و الوطن و أن لا يخونهما.
فمن أجل هذا التاريخ، يريد الاشتراكيون، الذين ركبوا كل الانتخابات و ترأسوا حكومة التناوب بدون شروط و يشاركون في حكومة، ظاهريا، برئاسة الاسلاميين، و باطنيا، تحت الرأسماليين الذين ( الذي) اسقطت رئيسها الأول و أخرجت حزبا وطنيا آخر من أجلهم كما شملتهم رئاسة البرلمان رغم قلهم في المجلس.
عليهم و إلى غيرهم نقول: إن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سكن ضمير الشعب الذي تبنى موقف الحزب في مقاطعة الانتخابات لانه وعى بالكوميديا/ التراجيدية. كما “عاق” بالأحزاب التي أصبحت مقاولات سياسوية تدير دكاكين انتخابوية فقط من أجل مصالحهم الخاصة و بعيدا عن مصالح الشعب بدليل أن كاتبهم الأول أقترح تغريم أفراد الشعب 500 درهم لكل مقاطع للانتخابات. فبدل أن يدرس مع حزبه الوضعية المزرية التي وصلت لها البلاد، و اتخاذ القرارات الصائبة التي قد يكون من بينها مقاطعة الانتخابات، فكر في حل يزيد من مأساة الشعب.
عبد العزيز الخوري / مراكش