الزيارات المفاجئة والمسترسلة لهذه اللجن ، والتي لا تتوقف إلا لتعود من جديد وبشكل مفاجيء للوقوف على مدى احترام التوجيهات والتوصيات،جعلت الجميع في حالة يقظة وانتباه تفاديا للوقوع في المحظور، وهو ما انعكس إيجابيا عل جودة الخدمات واحتراما للأسعار.
تحركات وإن لقيت ترحيبا من الرواد والزبناء، وكذا من بعض المهنيين الذين ظلوا يعانون من الفوضى التي ينشرها بعض من ألفوا الإصطياد في المياه العكرة،مع اختفاء بعض مظاهر التسيب والإنزلاقات، فإن التخوف من اتخاذ هذه الحملات طابع الموسمية، لتعود بعدها حليمة لسيرتها القديمة، يظل هاجسا يتردد على ألسنة الجميع، بالنظر للتجارب السابقة والمماثلة، بحيث ما تكاد تطفو أي واقعة على السطح، حتى تدشن السلطات حملات واسعة، سرعان ما يخبو وميضها وتعلوها معالم الفتور،ليعود الحال إلى ماكان عليه.
فساحة جامع الفنا المصنفة كثرات شفوي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، بما تكتسيه من طابع فرجوي وما تشتهر به من “حلقات”،باتت معه ملتقى للسياح والزوار على اختلاف أنواعهم وجنسياتهم، ما انعكس على فضائها ومحيطها إيجابا وحولها إلى قطب اقتصادي مهم، يمد شرايين المدينة برواج مالي وحركية اقتصادية أساسية.
فالساحة وفضاءاتهاعبارة عن سوق كونية ، تحفل بكل أصناف المنتوجات والمعروضات،قديمها وحديثها، المحلي منها والمستورد، وكذا المباح منها والمحرم، ما يفسر تلك الألقاب والأسماء المحلية التي تطلق على الساحة من قبيل “جامع الربح” وجامع البلا”. والتي تؤشر في بعض معانيها
على الدور الحيوي لجامع الفنا، في الحياة الإقتصادية لساكنة المدينة، بالنظر لقوة الإقبال الجماهيري،وتوافد السياح وزوار المدينة على فضاءاتها، على اعتبار ان زيارة المدينة لا تستقيم،دون زيارة الساحة،والوقوف على مختلف ما تحبل به من طرائق الفرجة،و أنماط الحلقة،ومن تمة الإصرار على أخذ تذكارات وبعض”الباروك” للتأريخ لهذه الزيارات، بالموازاة مع تسرب بعض الممارسات والسلوكات الإنتهازية التي يستغل أصحابها هذا الإقبال من الحشود للمارسة اقترافاتهم.