عندما تتحامل شخص ما على وسائل الإعلام ويركز على حدود حرية التعبير ويطلب تقييدها ويكون الشخص المعني هو الكاتب العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمناضل اليساري والحقوقي السابق، فاعلم أن بعض من راهن عليهم البعض ليكونوا إيجابيين ومنتصرين للإصلاح بعدما انتقلوا للجهة الأخرى رهان على حصان خاسر.
الصبار تكلم كما لو أنه خريج مدرسة الأحرار أو الحركة الشعبية في برنامج بصراحة الذي تبثه قناة ميدي آن تيفي، وبين المحامي السابق أنه يختزن كثيرا من الحقد على الإعلام الذي لايساير توجهه الحالي وعبر عن تدمر من مستوى حرية التعبير في البلد.
وبالمناسبة، فقد كان يكذب. ذلك أنني دهبت شخصيا للتأكد مما سمعته من طلبة باحثين طلبوا الدخول إلى مكتبة المجلس ورفض طلبهم، وبالفعل أوقفني أمن المجلس بأدب واستدعوا شابة بشوشة لتلقي طلبي وأخبرتني أن الدخول للمكتبة غير مسموح به، فطلبت منها من باب رفع الحرج كتابا موجودا في النيت وانسحبت.
وفهمت من حواري مع رجال الأمن، الذين سلمتهم بطاقتي الوطنية ولم أشر خلال ذلك لصفتي، أنه لايمكن لشخص لم يجد من يستمع له في مجلس جهوي أن يجد محاورا في المجلس الوطني لتلقي شكايته أو الحديث عن معاناته أو عن المساس بحريته، أحسن يشكي لله، ويشكي بالصبار قبل أي شخص آخر، لأن مابقي لديه من تجربته السابقة هو الميل إلى المناورة والتاكتيك البايخ، وهو ماعرفته وجربته قبل الآن فيما يتعلق بي.
محمد نجيب كومينة