تحول موسم سيدي بوعثمان بالجماعة القروية أسيف المال ، بإقليم شيشاوة ، نهاية الأسبوع الماضي ، الى حلبة للعدو الريفي ، شارك فيه العديد من زوار الموسم المذكور ، ليس بهدفالفوز بالسباق او تحطيم رقم قياسي و طني ، بل من أجل محاصرة شاب في بداية العقد الثالثمن العمر ، لم يجد بدا من الفرار باتجاه الوادي هربا من الحشود التي ظلت تلاحقه الى ان تمايقافه ، حيث ساد الاعتقاد في البداية انه حاول سرقة إحدى الزائرات ، قبل ان يتضح انالموقوف ، كان يتحرش بها ، لتطلب الضحية النجدة ، الامر الذي جعله يفر هاربا و تنطلقفصول مطاردته لمسافة طويلة ، انتهت بتسليمه لعناصر القوات المساعدة التي اقتادته إلى مقرقيادة جماعة أسيف المال ، قبل احالته على انظار عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي مجاط ،بالاقليم ذاته .
بمركز الدرك الملكي تمت مواجهة الموقوف بالفتاة ، التي اتهمته بالتحرش بها خلال زيارتها لفاعاليات الموسم الديني سيدي بوعثمان ، ليتم فتح تحقيق والإستماع في محضر قانوني إلىالمتهم المسمى ” ح ب ” من مواليد سنة 1992 والمنحدر من جماعة أمزميز إقليم الحوز،وإفادة الفتاة وبعض الشهود في النازلة ، خلصت من خلاله الضابطة القضائية إلى أن الموقوفكان يلاحق الفتاة بهدف التحرش ، و ليس بدافع السرقة، ليكون الموقوف أول ضحايا قانون“التحرش” الجديد الذي دخل حيز التنفيذ أخيرا .
و بأمر من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية ببلدية امنتانوت ، تم وضع الموقوف رهنتدابير الحراسة النظرية ، لاستكمال البحث و التحقيق ، قبل عرضه على انظار وكيل الملكبالمحكمة ذاتها .
الاحتفاظ بالموقوف تحت الحراسة النظرية ، و الذي لم يتهم بالسرقة ، خيانة الأمانة او النصبو الاحتيال وغيرها من الجنح التي اعتادها السكان ، طرح العديد من علامات الاستفهام بينسكان المنطقة الذين سمعوا مصطلح التحرش ، لتنطلق العديد من التساؤلات حول الظاهرة ،وكيفية تنفيذها من طرف المعني بالأمر ؟
أسئلة عديدة بات شبان المنطقة ينتظرون الإجابة عنها ، قبل أن يقرر وكيل الملك لدى المحكمةالابتدائية بامنتانوت، يوم الثلاثاء 18 شتنبر، إطلاق سراح المتهم بالتحرش الجنسي ، بعد تقديمالضحية تنازلا في الموضوع.
حيث خرج المتهم سالما من جنحة لم يعرفها و لم يسمع بها من قبل ، عكس شابان ينحدرانمن الجماعة القروية مزوضة، بالاقليم ذاته ، اللذين انتهى بهما التحرش الجنسي على تلميذةتتابع دراستها بثانوية الخوارزمي بالجماعة القروية مجاط ، إلى السجن ، بعد ان دخلا في نزاعمع والد الضحية الذي كان يراقبهما .
حيث دخل المتهمان في مشاداة كلامية مع التلميذة القاصر ووالدها، واعتديا عليه بالضرب،حيث سقط ارضا فيما واصلت ابنته مقاومتها ، قبل أن يفاجئ المعتديان بمحاصرتهما من قبلالمارة وربط الاتصال بعناصر الدرك الملكي، غير أن أحدهما لاذ بالفرار تاركا زميله، الذي تماقتياده إلى مركز الدرك الملكي بمجاط ، للتحقيق معه حول المنسوب اليه، و وضعه رهن تدابيرالحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة المختصة ، لاستكمال البحث و التحقيق ، لتحديدهوية شريكه و إيقافه ، في انتظار إحالتهما على انظار العدالة .
حالتان للتحرش الجنسي انتشرتا كالنار في الهشيم بإقليم شيشاوة ، و انتقلتا إلى المدنالمجاورة كمراكش التي تعرف العديد من أصناف التحرش ، منها ما يقع بالأماكن الغاصةبالسكان ، حيث ينتهز البعض الفرصة للالتصاق بمؤخرات النساء ومضايقتهن خصوصا بساحةجامع الفنا ، و الذين تم ضبط بعضهم اعتمادا على كاميرا المراقبة المثبتة فوق مقر الشرطةالسياحية ، هذا في الوقت الذي تشهد بعض أسواق الصناعة التقليدية ، تحرشا لفظيا غالبا مايتم تداوله بين الباعة دون توجيهه إلى الضحية ، منها ” الشفاعة آ رسول الله ” إذا مرتامراة مكتنزة ،احيانا تفطن له بعض النساء و تحتج لكن أريحية الباعة و مساعديهم ، الذينيتدخلون على اعتبار أن ” الزين حبو الله ” و انها جميلة و فاتنة تثير الانتباه بالسوق .
إلا انه بعد انتشار خبر الاعتقالات بشيشاوة عبر وسائط الاتصال و التواصل الاجتماعي
تقلصت تلك العبارات التي كان يتم تداولها ك ” الورد فالارض ، واش نموت هنا ولا حتى لدارنا، أنا مزاوك ” توجه لفتيات و نساء فاتنات و هناك عبارات قدحية منها ” شد العزري ، خنزو ،المحطة ، هزني معاك ” غالبا ما توجه لفتيات يرتدين سراويل و يقصون شعورهن على هيئةذكوريّة، في إشارة الى أنهن غير سويات في نظر البعض الذي يتتبع يظل امام دكانه كمن يتابعمباراة كرة المضرب ، نظرا لكثرة التفاته لليمين و اليسار لتتبع النساء و الفتيات ، الا انظاهرة التحرش الجنسي ، لا تهم كل رواد الاسواق التقليدية ، و لا اقتصر على فئة عمرية دونغيرها ، حيث نناك من ينشغل داخل دكانه و لا يأبه بمن حوله أو بزوار السوق .