محمد نجيب كومينة
عندما عرفت تفاصيل الترحال من حزب الى حزب اخر في هذه الانتخابات، بما فيها انتخابات الغرف، حضرتني ظاهرة مثيرة للجدل في مصر حاليا عنوانها : سلف الزوج؛ او “سلفيني زوجك”، و يتعلق الامر بممارسة تقوم على اساس ان تطلب امراة غير متزوجة من امراة اخرى ان تسلفها زوجها مرة في الاسبوع لقضاء حاجتها بناء على عقد يوافق عليه الثلاثة و يعطي لهذه الممارسة شرعية دينية. احد فقهاء الازهر اجازه مادام يتم وفق قواعد الشرع و لا يعتبر زنى.
هذا ما حدث بين الاحزاب السياسية، بحيث استلف الاتحاد من البام والحركة الشعبية والاستقلال، و استلف الاستقلال من الاتحاد والبام والحركة والاتحاد الدستوري و استلف التجمع من الاسلاميين والاتحاد والاستقلال والبام و الحركة وهكذا دواليك.
هكذا فقد الانتماء الحزبي كل دلالة وصار كل التاريخ السياسي المغربي والعالمي وكل ما كتب عن الاحزاب من ابحاث و نظريات عندنا Caduc . نحن نصنح التاريخ من الصفر و نجعل السياسة تنطلق من نقطة الصفر و نحيل التعددية الحزبية، التي افتخرنا بها كميزة في محيط ساد فيه الحزب الوحيد، الى سيرك حقيقي تقدم به لعبة اصفار مثيرة.
لست اليوم، ولم اكن من قبل، اميل الى المواقف العدمية التي تحقر التعددية الحزبية ببلادنا و تناهض الانتخابات والمؤسسات المنتخبة، لكنني اتصور ان ما يحدث في هذه الانتخابات من شانه ان يلحق ضررا بليغا بسير مؤسسات البلاد في المدى المنظور، ليس لانه سيعمق ازمة الثقة، بل لان بلدا تتصدر مؤسساته الدستورية الاساسية، الوطنية والمحلية والجهوية، نخبة فاقدة للحد الادنى من الالتزام الاخلاقي و مستعدة لكل هذا الفساد البارز للعيان، اذ بيعت المواقع و راجت في سوق البيع الملايير، يخاف عليه.
من المثير ان الشارع المغربي يميل حاليا الى تغليب نظرة ايجابية للمستقبل، رغم مضاعفات وضغوط الجائحة، لكن الطبقة السياسية الفاسدة، والفساد صار شاملا و استثناء واحد صغير لا يغير من الامر شيئا، تجعل تعمل على التراجع و تضبيب المستقبل.
والحديث عن “كلشي واجد” و القرار فجهة اخرى وخا يطلع اللي بغا يطلع بالنسبة لي حديث لا يخدم الدولة، رغم زعمه، و لا يخدم البلاد و لا يصلح في بلد يبحث عن فرص اكبر للتنمية وتواجهه تحديات كبرى، بعضها ذو طابع وجودي.
هذا ما استطعت قوله في حالة صحية غير مساعدة