ان ما يستفز رواد وزوار ساحة جامع الفنا مايطغى عليها اليوم وبشكل تناسلي، من تحولات سلبية متسارعة ! وتفشي مظاهر الاساءة والتشويه لماضيها وحاضر ها الغني بالموروث الشعبي الثقافي الشفاهي ومسارها التاريخي والحضاري. الى حد الاجهاز اغتصابا لفضاءاتها الرئيسية وتحويل ارضيتها لاستنبات مجموعة أكشاك لعرض اصناف المأكولات في الهواء الطلق !؟ باشهارمحفزات الشراهة وثقافةالبطون؟!.
علما ان محيط الساحة يزخر بالمطاعم على اختلاف اشكالها ومعروضاتها وهو الشئ الذي يقلص الفضاءات الفرجوية ويضيق الخناق على شيوخ /الحلقات/ والرواد ومقدمي الحكي والمرويات الشفاهية والفنون الامازيغية، ماجعل بعضهم يغادر الساحة الى وجهة اخرى!…؟
المسخ في اسهال يومي يتدفق على فضاءات الساحة والاجهاز الممنهج يطال طمسا معالمها التاريخية الثقافية والحضارية امام اعين المسؤولين على الشأن الثقافي والسياحي والتدبير المحلي والجهوي ! فمن المسؤول عن هذا المسخ المبين ؟ وماذا يراد بسياسة قتل واجهاض كل ماهو ثقافي بهذه المد ينة التي تصدرت مؤخرا قافلة التدني ثقافيا على صعيد المدن المغربية حسب احصائية اخيرة !.اين غيرة مفكري ومثقفي وعشاق التراث الانساني اللامادي ؟
الايمكن التفكير جماعيا في القيام بما يضمن مقومات الحفاظ على ساحة جامع الفنا واعادة وهجها الثقافي الفرجوي والفني والتصدي لكل المتاجرين بقيم ومثل الموروث التاريخي الحضاري للانساننية ؟
محمد الضويوي / مراكش