في ظل الجهود الدولية لمحاربة جانحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض کوفید ۔19 ، واستكمالا للإجراءات والتدابير المتخذة على الصعيد الوطني للتصدي لهذا الوباء ، وبناء على تقارير اللجنة العلمية والتقنية ، تعلن الوزارة عن إطلاق حملة وطنية للمشاركة في الدراسات السريرية حول لقاح مضاد الفيروس كورونا المستجد . وعلى غرار باقي دول العالم ، يتوفر المغرب حاليا على ترسانة قانونية تتعلق بحماية الأشخاص المشاركين في الأبحاث البيوطبية ، وتحدد الشروط التي تسمح بإجراء هذه الأبحاث ، كما تحدد طرق إجراء البحث ، إضافة إلى إحداث لجنة وطنية ولجن جهوية مستقلة للأخلاقيات وحماية الأشخاص فيما يخص بروتوكول البحث . وفي وقت ينتظر فيه العالم لقاحا للقضاء على جائحة كوفيد- 19 ، فأنت مهني الصحة ، على دراية تامة بما قدمته اللقاحات من خير للبشرية … فاليوم ، وكما تعلمون ، يستفيد قرابة 86 في المائة من أطفال العالم من اللقاحات المنقذة للحياة والتي أثبتت نجاعتها وفاعليتها ؛ حيث إن برامج التلقيح مكنت من القضاء على العديد من الأوبئة التي حصدت أرواحا من الأطفال .
وبفضل هذه اللقاحات ، تمكنت الدول على الصعيد العالمي من الوقاية من الأمراض کداء الحصبة والدفتيريا والكزاز والسعال الديكي والتهاب الكبد الفيروسي ( ب ) وشلل الأطفال . وقد تسببت جائحة كوفيد -19 في ارتفاع مهول لعدد الضحايا حيث تجاوز عتبة 804697 ضحية عبر العالم إلى حدود يوم السبت 22 غشت 2020 ( أرقام عن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها ) ، كما شهد المغرب كذلك 858 حالة وفاة إلى غاية يوم السبت 22 غشت 2020 أرقام وزارة الصحة ) . وتكمن خطورة هذه الجائحة في سرعة انتشار الفيروس ، حيث تأثرت سلبا عدة أنظمة على مختلف المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية . فبالرغم من الجهود المبذولة لاحتواء الوباء ، إلا أن تطور فيروس كورونا المستجد لا يزال غير متوقع ويشكل تهديدا حقيقيا للبشرية ولمواجهة هذا التهديد ، ظافرت العديد من الدول جهودها لإيجاد لقاح قبل متم السنة الجارية أملا في عودة حياة البشرية إلى مجراها الطبيعي رافق المغرب هذه الجهود منذ البداية من خلال عقد شراكات واتفاقيات تعاون للحصول على اللقاح الذي سيكون موضع منافسة شديدة خاصة بعدما خلص إلى نتائج جديرة بالاهتمام خلال المرحلتين الأولى والثانية من الدراسات السريرية حول هذا اللقاح . وستنخرط بلادنا ضمن برنامج الدراسات المتعددة المراكز والأطراف حول مرض کوفید ۔ 19 ، مما سيمكنها من توفير لقاح مضاد الفيروس كورونا المستجد في الوقت المناسب وبالكميات المنشودة . وتجدر الإشارة إلى أن المشاركة في هذه العملية تؤطرها القوانين المتعلقة بحماية الأشخاص المشاركين في الأبحاث البيوطبية ، التي تنص على عدة شروط وضمانات تخص المتطوع ، أهمها الموافقة الطوعية والمستنيرة واحترام حياة الشخص وصحته وسلامته وخصوصياته . هذا اوسيتم نشر عدة دعامات تواصلية سمعية بصرية ومكتوبة بالنسبة لمهنيي الصحة الراغبين في المشاركة ، وذلك عبر موقع إلكتروني سيتم تخصيصه الحملة التطوع ، مع إشراك جميا المؤسسات والمرافق المركزية واللامركزية التابعة لوزارة الصحة . ستوضح هذه الدعامات بتفصيل جميع إجراءات المشاركة وإجراءات تجربة الدراسات السريرية حول اللقاح ثم معایب وشروط المشاركة وموانعها ، إضافة إلى حقوق والتزامات المشاركين وإننا إذ نثمن عاليا جهودكم الجبارة وتضحياتكم الجسيمة والمستمرة في التصدي لجائحة كوفي 19 ، فإننا على يقين تام بأنكم لن تدخروا جهدا وحماسة من أجل إنجاح هاته البادرة الإنسات عبر انخراطكم المكثف ضمن العملية التطوعية تحت شعار : ” من أجل ربح المعركة د كوفيد -19 “