الازمات والصدمات تعلم من يرغب في التعلم.
الازمات والصدمات تحرر طاقات وقدرات الخلق والابداع ويمكن ان توفر فرصا استثنائية لتغييرات عميقة ليس في مجال الابتكار والاقتصاد، بل وايضا في ميادين السلوك والقيم وان تفتح طريقا سيارا للتقدم والرقي. العقود التي تلت ازمة 1929 والحرب العالمية الثانية، وقبلهما جائحة الزكام الاسباني واوبئة اخرى بعده، حققت خلالها البشرية مالم تحققه مند بداية وجودها على المستديرة وراكمت خلالها معظم المكاسب التي جعلت الوجوذ الانساني على ماهو عليه اليوم بايجابياته الكثيرة وسلبياته ايضا.
المبادرات الخلاقة التي برزت خلال هذه الفترة ببلادنا والمساعي الحثيثة الى تطوير الابتكار اظهرت لنا ان لنا رصيدا كبيرا يمكن الانطلاق منه لتغيير الكثير من الامور التي رسخها الكسل وسوء التدبير ومقاومة بعض المتخلفين الذين يدافعون عن مصالح وريوع او تستلبهم ايديولوجيا قروسطية او ردود فعل هوياتية منشدة الى التخلف.
الخطير هو ان تتمكن قوى النكوص ولوبيات المصالح، التي لم تفلت حتى ظروف الازمة الصحية للتعبير عن جشعها، من ضرب كل ما تراكم في الصفر وان نجد انفسنا من جديد امام ادارات مستسلمة للروتين وللممارسات القديمة التي عفا عنها الدهر.
هناك حاجة ماسة الى اخذ مثل المبادرة الجريئة والخلاقة المشار اليها في المقال تحته كنموذج للانطلاق نحو مستقبل مغاير يجعل المغاربة مرفوعي الراس في كل بقاع العالم، معتزين بانفسهم كشعب وبوطنهم. لابد من ان تكون الاولويات اليوم ادق وان يكون تدبيرها سليما وبعيدا عن الفساد والانتهازية واستغلال النفوذ.
محمد نجيب كومينة / الرباط