الصور التي راجت عن الحالة المزرية لعدد من المدارس والحجرات الدراسية، وبالاخص في العالم القروي، لاتنطوي على مبالغة كما يعتقد البعض.
بعد البحث، تاكد لي ان عدد المدارس والحجرات، بما فيها البريفابريكي، التي توجد في حالة سيئة جدا وتطرح على المعلمين تحديات تصل الى قرابة 5000 حاليا، وكان يمكن ان يكون العدد اكبر، لكن عددا من الوحدات كانت قد استفادت من اموال البرنامج الاستعجالي التي اهدرت بلا حساب واغتنى منها من اغتنى من الموظفين الكبار، وبالاخص مدراء ومدراء اكاديميات فازوا بما فازوا به دون ان يحاسبهم احد، ومن المقاولين الذين استفادوا من صفقات بسخاء نادر.
التعليم في المغرب ضحية عملية هدم طويلة الامد وتضارب مصالح مستمر لم يوضع له حد بنية مبيتة. والوطن هو الخاسر الاكبر
ربما تلزم مقاربة جدرية لتحرير التعليم بالبلاد على مستوى تدبيره وهذه المقاربة لايمكن حصرها في القانون الاطار الذي سيبقى حبرا على ورق بادارة تعليمية لاترغب في التطور ويسيطر فيها الفساد العميق الجدور والبؤس الفكري المنقطع النظير الموروثين عمن كانوا يسرقون ويتلاعبون علانية ودون خوف من محاسبة في زمن مضى، وكان الشيطان يتعجب كيف امكنهم تجاوز قدراته
اما الوزراء، فانهم يجدون انفسهم عاجزين امام “سيستيم” راسخ، واعني الوزراء الذين كانت لهم ارادة ورؤية اما من اسقطوا بالطرق المعروفة فلا هم في العير ولا في النفير.
محمد نجيب كومينة / الرباط