نظام التفاهة ..
يختزل مدينة مراكش في الطنجية وأيقونات القشابة والنعال ويرفض أي حديث عن العلم والعلماء الذين لا يستوون طبعا مع الذين لا يعلمون. والذين يجعلون القاضي عياض “ونكرات الطنجية” على درجة متساوية من الفضاء والأصالة والفن وفي تحليلاتهم الأكاديمية الفجة، واهمون وأفاقون ودجالون. يخيل إليهم من صورهم وتأويلاتهم أن المدينة ستؤرخ لملهاتهم البتراء.
والأيادي التي امتدت الآن لإحراق الكتب هي وجه من وجوه نظام التفاهة الذي قدره الله على هذه المدينة. وقد يفهم المرء سياق إحراق مؤلفات ابن رشد الحفيد وترحيل تابوته ومؤلفاته من مراكش إلى قرطبة كما يحكي صاحب الفتوحات المكية، وأيضا سجالات الفقهاء والفلاسفة على من سيؤول تدبير المدينة وأمر التعليم، وهو بالمناسبة صراع قديم وفي كل الثقافات، لكن ما لا يفهمه أي مرء غيور على هذه المدينة هو هذا الإصرار على التنميط في “طنجية” والتدجين واغتيال رموز العلم وإحراق الكتب !!!!!!!
ومعلوم أن اسم الكتبية من الكتبيين الذين كانوا بفضاء المسجد الرحب، وأصابتهم جائحة الترحيل إلى أمكنة عدة، كان سور باب دكالة آخرها الذي احترق عن آخره الآن.
د عبد الوهاب الأزدي / الرباط