أفاد العربي الجعيدي، الخبير الاقتصادي الباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن حملة التلقيح ضد كوفيد-19 ضرورية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي للمملكة.
وقال الجعيدي إن “اللقاح هو بالتأكيد عامل سيسمح للبلاد بالمضي قدما، ومع ذلك فإنه ليس العامل الوحيد الذي سيؤثر على الوضع الاقتصادي للبلاد وكذلك على انتعاشها”.
وسجل الخبير الاقتصادي، أن موجات الوباء الجديدة التي تظهر في القارة وكذلك السلالات المتحورة للفيروس تزيد من تعقيد هذه العملية، وذلك بالإضافة إلى التحدي اللوجستي في ظل الطلب العالمي الكبير على اللقاح، مشيرا إلى أنه من الضروري تمديد هذه العملية لمدة سنة على الأقل.
وبعد أن أكد أن عامي 2022 و 2023 سيكونا حاسمين في مآل هذا الوباء، اعتبر الباحث أنه من أجل مواجهة مختلف تحديات هذه الأزمة، من الضروري الخروج من “المنطق الكلاسيكي” القائم على الفرضيات المعتادة المتعلقة بأسعار النفط والغاز أو غيرهما، والأخذ في الاعتبار مجموعة من الفرضيات المرتبطة بشكل مباشر بآثار هذه الأزمة.
وأضاف أن “الأمر يتعلق بفتح الحدود من عدمه وتجسيد البرنامج الحكومي أو حتى الطلب الخارجي”، مشددا على ضرورة المساهمة في تحقيق انتعاش مستدام للاقتصاد مع مواكبة الطلب الاجتماعي القوي، الذي يشكل رهانا بالغ الأهمية.
و أوضح الجعيدي بخصوص تقييم حملة التلقيح على المستوى الجيوستراتيجي، أن أي دولة تحدد لنفسها كهدف أساسي تلبية احتياجاتها الداخلية، قبل التفكير في التصدير أو المساهمة على الصعيد الدولي في هذا المجال.
مؤكدا أن هناك ثلاث أو أربع دول تمكنت من التحكم في هذه الحملة داخليا، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين.
وأضاف أن “هذه الدول تتمتع بقوة إنتاجية كبيرة واتخذت التدابير اللازمة لتمويل البحث العلمي، وتعزيز إحداث البنيات التحتية لإنتاج اللقاح والتوصل الى لقاح فعال من الناحية العلمية، في وقت قياسي”.