من عبد الواحد الطالبي
طالبت الفاعلة السياسية والقيادية السابقة في حزب الاستقلال الشاعرة والأكاديمية مالكة العاصمي بتطهير الفكر الحزبي الوطني والحقل الحزبي وصفوفه وفكر الهيئات الوطنية وصفوفها من القيم الانتهازية والوصولية.
ودعت في بيان عممته اليوم تحت عنوان “بيان مالكة العاصمي يبراير 2021“، إلى ضرورة قيام الأحزاب والهيئات والتنظيمات سيما الوطنية بتصحيح الخراب الداخلي الذي تعاني منه وتعزيز بنياتها بالكفاءات والخبرات التي تمنحها الاحترام اللازم.
كما دعت العاصمي الى الابتعاد عن الخطابات التضليلية التزييفية في أفق استرجاع الاحزاب والتنظيمات الوطنية لاستقلاليتها ومبادراتها لأجل استرجاع ثقة المجتمع في السياسة والفاعلين فيها من خلال تقييم مواقف وسلوكات قيادة البنيات الوطنية وأعضائها.
وأكدت أن انحلال وتمييع السياسة والفكر والفن والثقافة من آثار إفراغ الكيانات الحزبية الوطنية من نساء ورجال الفكر ومن الخبرات العليا الذين تعول عليهم البلاد لبناء كيانها والدفاع عنه وحمايته.
وأرجعت العاصمي ذلك إلى تهلهل الرصيد البشري للأحزاب السياسية لاسيما الوطنية الحية منها وانتكاسة رصيدها الفكري المرجعي الضروري لقيام هذه الاحزاب بمسؤولياتها كقيادة وطنية لتخطيط السياسات العميقة والفعالة وللتعبئة من أجل بناء المستقبل المأمول للإنسانية.
وسجلت الغياب الكبير للأحزاب والهيئات الوطنية عن ساحات الفعل والموقف السياسي والثقافي والفني والاجتماعي والاقتصادي الوطني والقومي والدولي.
كما سجلت العاصمي الفراغ الصارخ على مستوى التنظير والتحليل والكشف عن المعطيات العميقة واستنتاج الأسباب الحقيقية واقتراح الحلول الجذرية الواقعية للأدواء التي تتخبط فيها البلاد وبناء مشروع تنموي وطني شامل وقادر على مواجهة التحديات التي يطرحها العصر.
وأكدت غياب الرؤية المستقلة وغياب الجرأة لدى هذه الأحزاب والهيئات في اتخاذ المواقف البانية للشخصية الوطنية ولطموحاتها في التقدم والرقي.
وشددت العاصمي على أن كل ذلك مطبوع بالتبعية وبالتذبذب وبالانتظارية وتعليق الفشل على الآخر في غياب نقد ذاتي جعل القوى الوطنية تتهرب من المسؤولية في صيغ تعكس قيم التواكل والاستسلام لمظاهر الترهل البنيوي.
واعتبرت في خلاصة لمجمل ملاحظاتها التي وثقتها استنادا لمجموع ما راكمته مالكة العاصمي من خلال متابعتها للحقل المغربي العمومي خلال سنة 2020 أن “البقر تشابه في التهافت على استعمال الديمقراطية لمكاسب ذاتية“.
يذكر أن مالكة العاصمي كانت اول امرأة تنتخب سنة 1976 لعضوية مجلس بلدية مراكش وأول سيدة تدخل قبة البرلمان وهي من رواد الدفاع عن حقوق الفتاة والمرأة المغربيتين وكانت صوتا إعلاميا متميزا بإصدارها جريدة “الاختيار” بمواقفها النضالية التي تعارض فيها غالبا مواقف الحزب التي انتمت إليه بالولادة والنسب من أسرة وطنية لآل السليطين والعاصمي وهي بذلك تمثل نموذج المثقف العضوي.