آخر الأخبار

الثعلب الذي يظهر ويختفي

إدريس المغلشي 

لسنا بصدد رواية الأديب محمد زفزاف التي توضح مكامن النفس البشرية التي يوجد بداخلها ثعلب مكار يتصارع مع البراءة التي شبهها بالنعجة لكي تعيده إلى عالم الإنسانية الحقيقي. بين الوصفين معا تكمن عينة من منتحلي الصفة سياسيا يتقمصون دور الثعلب معتقدين ان اغلب تابعيهم نعاج وبلاذاكرة .بل وباستطاعتهم ان يتلاعبوا بهم دون ان يجدوا من يفضح هذا القناع في عمليته التنكرية البليدة من وقاحة الفعل السياسي الجبان ان يتوارى ويختفي لحظة الحاجة إليه من أجل نقاش عمومي يدافع عن الناس ويوضح كثير من الاجراءات التي يبدو ان هذه الحكومة احتكرت كل شيء وسخرت كل مقدراتها من أجل ضمان الرأي الواحد ولعل ابرز معالم التحكم ان تسجل رقما قياسيا في عدد محاكمة الصحفين المتمردين الرافضين الإنضمام إلى جوقة المطبلين في ظل هذا الجو المضطرب والمشحون من جميع النواحي سواء مستواها المعيشي او مساحة الحريات . خرج علينا على حين غرة برلماني كدنا ننساه بعدما تم تداول اسمه في عدة قضايا وعلى رأسها ملف كوب 22 وبعدما توارى إلى الوراء لمدة غير يسيرة وهو المعروف بالترحال السياسي وتغيير المواقع في اللحظات الحرجة دون أن يرف له جفن ودون أن تتعلم في المقابل هذه الأحزاب كيف تؤمن المواقع لمناضليها الأوفياء ضدا على الشناقا الرحل الذين لم يتركوا حزبا دون أن يلبسوا عباءته راقصين ومعبرين عن فرحة الجوقة وهذا موضوع آخر يطول النقاش فيه .
خرج علينا البرلماني بطلعته البهية دون سابق إنذار ليشنف اسماعنا بمرافعة داخل قبة البرلمان من أجل الدفاع عن واقع يبدو أن الأحداث تجاوزته فلم يعد مواكبا لها فكيف به ان يجيد فيها النقاش.اختلط عليه الأمر بين غلاء الأسعار وعامل الوفرة وهو جمع لايخدم الفكرة اكثر مما يفندها فالمعلوم بالضرورة في الاقتصاد ان الوفرة شرط أساسي مساهم في تحديد السعر المناسب للقدرة الشرائية والقلة والاحتكار سبب رئيسي في اشتعالها .فكيف يستقيم الأمر في معادلة مختلة في المبنى.النماذج التي قدمها من مادة السردين مثال يفضح تزويره للحقائق حيث تعرف اسعارا غير مسبوقة ولعل الردود التي قدما المتفاعلون مع تصريحه كافية لبيان حجم جهله بالأموروالرد عليه كان أقسى يترجم حجم الغضب .بل ذهب بعض المعلقين لتسجيل ملاحظة مهمة من خلال عدد الأسئلة التي سجلها البرلماني المحظوظ . سؤالين يتيمين في ولاية كاملة إنه العبث في اوضح تجلياته، حيث لايظهر في الساحة إلا حين يطلب منه ذلك ، عوض تمثيل رأي من صوتوا عليه لم نسمع له صوت لحظة الزلزال بالجهة ومراكش على وجه التحديد حيث يقيم ولم نعاين حضوره في كثير من الأحداث والاشكالات التي تعاني منها المدينة .بل ظهوره الأخيرذكرنا في صورة سوريالية كاريكاتورية انه ينتمي إليها دون أن يقوم بواجبه. فعلا إنه ثعلب يظهر ويختفي ونموذج سيء للساسة الذين افسدوا الفعل السياسي النبيل ومقاطعتهم ومواجهة هذه الاحزاب التي لاتمتلك كفاءات بقدرما تحتضن الشناقا بداية حقيقية لورش الاصلاح السياسي .