على إثر اعتداء تلميذ على أستاذة بثانوية تملالت الاسبوع الماضي بمدينة قلعة السراغنة ونظرا لما حظي به ملف الأستاذة من مغالطات وادعاءات من طرف بيان بعض التنسيقيات بالجهة قامت الجامعة الوطنية للتعليم بإصدار بيان حقيقة يتوفر مراسل الجريدة على نسخة منه وفي مايلي نص البيان :
ادعى كاتب “البيان” أن الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم تدخل في أمر الأستاذة (ف ك) وحاول الضغط عليها لتتنازل عن الشكاية التي رفعتها ضد تلميذ اعتدى عليها بثانوية تملالت، حيث وصف الأخ الكاتب الجهوي بأقدح النعوت والصفات التي يدحضها تاريخه النضالي لما يزيد عن ثلاثة عقود. وأنه انتحل صفة “لأجل التدليس” و”مارس الضغط على الأستاذة” واصفا الكاتب الإقليمي بممثل “الممارسة اللانقابية …الخ وإزاء ذلك وغيره، يتقدم المكتب الإقليمي لمناضليه ومنخرطيه وللرأي العام التعليمي، وليس لممتهني الوشاية والكذب والخذلان بالتوضيحات الآتية:
أولا: لقد تدخل السيد الكاتب الإقليمي للجامعة ومعه الكاتب المحلي للفرع بتملالت سيدي رحال، بصفتهما تلك لمؤازرة الأستاذة المعنية، بمقر المحكمة لمدة تزيد عن الأربع ساعات، بغرض تقديم الدعم النفسي والمعنوي لها، أولا باعتبارها أستاذة، وثانيا لكونها قدمت طلبا للمؤازرة للمكتب الإقليمي عبر مكتب الفرع بتملالت، (نتوفر على نسخة منه)
ثانيا: إن من يتحدث عن التدليس هو من ينفرد بصياغة البيانات في جنح الظلام، ولا صفة قانونية له، ولا يعرفه حتى زملاؤه في العمل، أما السيد محمد بنحدة، ففضلا عن صفته في هذا الملف (الكاتب الإقليمي) فهو أيضا كاتب جهوي للجامعة، وممثل الموظفين في اللجن الإدارية المتساوية الأعضاء، وعضوا قياديا بالمكتب التنفيذي للجامعة، وقبل ذلك وبعده، يعرفه الجميع شخصا خدوما.
ثالثا: يصر كاتب “البيان” أن يقع في التناقض ويوهم الناس أن السيد الكاتب الإقليمي قام بالضغط على الأستاذة من أجل التنازل “عن المتابعة”، والحال أنه يعترف “في بيانه” أن الأستاذة هي من قررت ابتداء ومن تلقاء نفسها ذلك “رأفة بالتلميذ وأمه” قبل أن تتراجع عن ذلك وتقرر استكمال المتابعة، فأين هو الضغط الذي مارسه الكاتب الإقليمي؟ وحتى أثناء ذلك وبعده لم نتدخل كنقابة في الإرادة الحرة للأستاذة المعتدى عليها، وأن الحديث عن أسبقية الإجراءات التربوية عن الزجرية هو حديث دارج لكل المربين، باعتبار أن مهمة الأستاذ تربوية بالأساس، ولكن تهويل مجرد التداول في أسبقية التربوي على الزجري، وتحويله إلى ضغط وما شابهه، يعكس من جهة الحقد الدفين الذي يكنه البعض لمكانة الجامعة الوطنية للتعليم بالإقليم، ومبادراتها التي تزعج البعض، أو يعكس ربما تمثلا ضعيفا لدى “هذا البعض” للأدوار التربوية والتهذيبية للأستاذ باعتباره صاحب رسالة أكثر من كونه موظفا عاديا.
رابعا: إن التزام الجامعة بقلعة السراغنة بالوقوف إلى جانب القضايا الحقيقية لنساء ورجال التعليم سيظل اختيارا استراتيجيا ولن يغيره “عارض أو اندفاعات غير محسوبة العواقب”، ذلك أن الجامعة تواكب نساء ورجال التعليم منذ مرحلة التحضير للولوج للمهنة، وبمناسبة اختبارات الكفاءة المهنية، من خلال فتح مقراتها أمامهم، وتسخير جهود متطوعيها من مناضلات ومناضلي الجامعة لتقديم لقاءات تكوينية مفيدة وذات أثر بين على نساء ورجال التعليم بالإقليم.
وعليه فإن المكتب الإقليمي:
1. يعلن تضامنه المبدئي واللامشروط مع الأستاذة (ف ك) التي تم الاعتداء عليها ومع كل نساء ورجال التعليم ضحايا التجاوزات والاعتداءات من أية جهة كانت، ولن تثنينا الصيحات الجوفاء على مواصلة مسار نحته المناضلون بالتضحيات والصمود. ويخبر مرة أخرى أن الأستاذة المعنية، قد وضعت فعلا طلبا للمؤازرة لدى المكتب الإقليمي، وحتى لو لم تضعه، فإن مسؤولية الجامعة القانونية والأخلاقية تلزمها بالدفاع عن كل نساء ورجال التعليم ضحايا الخروقات حفظا لكرامتهم واستجابة لنداءاتهم.
2. يدعو السيد محمد بنحدة، ب “كل صفاته النقابية ” إلى عدم الالتفات إلى “بيانات الحقد والفذلكة” ومواصلة مهامه المتعددة بنفس الإصرار والعزيمة ونكران الذات المعهودين فيه. وأن الجامعة ملتزمة أخلاقيا بمتابعة هذا الملف بكل الطرق المشروعة قانونيا، بما في ذلك التواصل مع الإدارة لتتبع مجريات ومآلات الملف، بعيدا عن “أسلوب المساومة” الذي يعرفه مدبج البيان، ويذكر أن النقابة لها إرث تاريخي في تطوير أساليب الدفاع عن نساء ورجال التعليم، بأساليب مشرفة تحظى بتقدير الخصوم قبل المناضلين والمنخرطين.
3. يدين الهجمة الشعواء بالوكالة التي تشن على الجامعة الوطنية للتعليم إقليميا لاستهداف النقابة ورموزها؛ ويؤكد أن من ينتحل الصفة هو من يستغل صفحة مجهولة قانونيا.
4. يحذر من مثل هذه الاندفاعات غير محسوبة العواقب والتي تبث السموم والاحتقان في الجسم التعليمي، مع العلم أننا نكن كل الاحترام لجميع الأساتذة والاستاذات الذين فرض عليهم التعاقد سابقا والذين كانت الجامعة الوطنية للتعليم والاتحاد المغربي للشغل إلى جانبهم في كل المحطات النضالية إلى حيــــــــن إنصافهم، كما نكن كل التقدير والاحترام لكل الإطارات الجادة والمسؤولة؛ وإذ يحيي عاليا كل المناضلين والضمائر الحية لتضامنها ومساندتها للجامعة ولكاتبها الإقليمي، ومباركتها للخطوات التي قامت بها الجامعة في هذا الملف وغيره، فإنه يذكر مرة أخرى أن كل المؤامرات والدسائس ستتكسر على صخرة صمود وتضحيات مناضلي الجامعة الوطنية للتعليم، وإن المحاولات اليائسة للنيل من نقابتنا العتيدة لن تثنينا عن الترافع المستميت عن قضايا نساء ورجال التعليم وعموم المأجورين والعمال ونحتفظ بحق الرد بكل الوسائل المشروعة والمتاحة كلما دعت الضرورة.