المساهمة حل قضية اقاليمنا الجنوبية الصحراوية تقتضي الجرأة والنزاهة والاستقلالية عن الدولة.
في سنة 2020 اصدرت السيدة دانييل ميتران رئيسة جمعية فرنسا الحرية france liberté بلاغا جاء فيه:” انها تعتزم زيارة المغرب للقاء هيئات مغربية غير حكومية وبعدها ستزور الاراضي الصحراوية المستعمرة ثم الى مخيمات تندوف” وكانت ساعتها تعتبر مؤسسة فرنسا الحرية من اهم الجمعيات الداعمة للبوليزاريو وكانت لها مشاريع مهمة في محالي الصحة والتعليم لفائدة اخواننا واخواتنا بمخيمات لحمادة بتندوف ، وقد اثار هذا البلاغ سيلا من التنديد على المستويين الرسمي وغير الرسمي( لانها اول مرة يتم ذلك الوصف للاراضي الصحراوية لان جميع الهيئات الدولية تتحدث اما عن الصحراء الغربية او الاراضي التي تحت الادارة المغربية ولا تستعمل كلمة ” مستعمرة” ) وحتى ان لم تقدم الدولة المغربية على منع الزيارة نظرا لمكانة السيدة لمؤسستها، فانها حاولت منع لقاءاتها والغاء برنامجها ( تم منعها من زيارة العيون )، وبما اننا كنا قد برمجنا لقاء معها، فانه مورست علينا انا والصديق احمد ابادرين ضغوطا كثيرة من عدة جهات بما فيها بعض الاصدقاء الذين تحدثوا عن ” ما يمكن ان نتعرض له اذا استقبلناها، لانهم اعتبروا استقبالنا لها هو خروج عن الاجماع الوطني”. ولكننا رفضنا ذلك ( للامانة هناك صديقين قدما لنا الدعم والمؤازرة ) واصرنا على الاجتماع بها، وبما ان اول لقاءاتها كانت بمراكش، فقد تمت متابعة الزيارة من طرف الصحافة الدولية اول باول.
عقدنا مع السيد دانييل ميتران عدة لقاءات وكانت مرفوقة بمساعدتيها جزائرية وتونسية احداهن تكن عداء للمغرب، وخلال اللقاءات تدارسنا النقط التالية:
– في بداية تساءلت عن سبب الحملة التي نظمت ضدها، فسجلنا انها ارتكبت خطا جسيما كهيئة دولية بتصنيف الاقاليم الجنوبية الصحراوية بالمستعمرة، ووضحنا التعريف التي تصنفها به المنظمات الدولية” الصحراء الغربية”؛ واكتشفنا ساعتها ان احدى مساعدتيها هي من ورطتها في البلاغ، ووعدت يالالتزام بما هو متعارف عليه دوليا( وهو فعلا ما تم في كتابات تلت ذلك ).
– تحدتث لنا عن مشاريع مؤسستها الانسانية، وقدمنا لها الشكر على ذاك، وطلبنا منها الاستمرار في دعم ساكنة المخيمات في مجالي الصحة و التعليم، لاننا نعتبر ذلك ايجابيا.
– بخصوص حل النزاع، اعتبرنا ان خلق الثقة بيننا وبين اخواننا واخواتنا بالمخيمات تعتبر بداية للتفكير الجدي في الحل، وقررنا العمل بشكل مشترك التهيء للقاءات بين ديمقراطيين مغاربة وعناصر متنورة من البوليزاريو ( وكان ذلك قبل ان تطرح الامم المتحدة برنامج الثقة وتيادل الزيارات )، وفعلا كانت مبادرة اقدمت عليها رفقة الراحل بنزكري وضعت ترتيبات للقاءات ولكن لم تتم لاسباب سنعود لها لاحقا.
– كما قدمنا لها نقدا عن سكوتها على معاناة الاسرى العسكريين المغاربة المعتقلين لدى البوليزاريو والذين كان يعانون من سوء المعاملة والاشغال الشاقة( كانت لدي معطيات عن صديقة صحفية بالمانيا كانت تزور المخيمات ) وهو ما يتناقض مع تدعي مؤسستها، وفعلا مباشرة بعد رجوعها من مخيمات تندوف أصدرت كتابا ابيضا تطالب فيه بالافراج عن الاسرى العسكريين المغاربية وكانت ضربة قوية للبوليزاريو، والغريب هو ان الرسميين المعاربة الذي كانوا ضد زيارتها للمغرب اصبحوا يقدمون الكتاب كحجة على سوء معاملة الاسرى المغاربة، وكان لهذا التقرير دور كبير في الافراج عن العسكريين المغاربة لاسرى الحرب لدى البوليزاريو.
بعد رجوعها عبرت عن دهشتها وسعادتها بالاستقبال الذي خصصناه لها بمراكش حيث قضت ثلاثة ايام رفقة مرافقتيها والشخص المكلف بحمايتها وعبرت عن ذلك صراحة لاحدى الصديقات وهي كريستين دور السرفاتي ، رغم ان بعض الجهات الرسمية حاولت التشويش على زيارة مراكش بتنظيم تظاهرة بالفندق التي كانت تقيم به ( خليهن ومجموعة أخرى رفقة قناة 2m ).
وللتذكير هذه الارتسامات الايجابية التي تركت هذه الزيارة لدى قيادة مؤسسة france liberté ساوظفها في ما بعد باروقة الامم المتحدة للملف عندما طلب مني ذلك.
نورالدين بلكبير