آخر الأخبار

الجزائر على أبواب ديمقراطية حقة  مئة بالمئة عمهم يحقق اعجازا عالميا

إدريس الأندلسي 

مرت الانتخابات الرئاسية في جارتنا الشرقية في أجواء هادئة مثل تلك التي تهيمن على احتفاليات الوفاء لزعماء كوريا الشمالية  و روسيا و في دول الوصاية على تاريخ الشعوب. شاءت  نسبة  المشاركة في  الانتخابات أن تتراوح بين 6% و 84% بفعل سحري جميل. حاول بعض الحاقدين أن يقارنوا نسبة المشاركة باحتلال اقتصاد الجزاءر للرتبة الثالثة عالميا. لم العجب و جارتنا هي من سمت نفسها بكل عزم ” القوة الضاربة “، و هي التي أكد رئيسها، الذي جدد عهدته في قصر المرادية بكل سهولة متجاوزا كل رؤساء العالم  باقترابه من نسبة 95%، على أن  مليار  ونصف  متر مربع من مياه يوميا البحر تتحول إلى مياه صالحة للشرب في بلاد تحب الأرقام التي تفوق المليون  و المليار حقيقة رغم أنف علماء الأرض و السماء و المياه . 

و سيظل بعض الحاقدين على نجاحات العهدة الأولى ينكرون توفر الزيوت  و الحليب  و الأرز  و السميد  و الخضر  و الفواكه بأسعار زهيدة للمواطن الجزاءري. يسبح المواطن بإنجازات ” عمي تبون” و دعمه الكبير للقوة الشرائية لكل المواطنين الذين يجمعون على المعجزات تحققت في بلد المعجزات دون الحاجة الى علم الإحصاء . لا تصدقوا تقرير البنك الأفريقي للتنمية الذي يتوقع أن تنتهي سنة 2024 بمعدل تضخم بنسبة 11% و 12% سنة 2025. و لا يمكن تصديق خطاب هذه المؤسسة التي لا زالت تعتبر خضوع الإقتصاد، بشكل كبير،  لإنتاج  و تصدير الغاز و البترول خطرا كبيرا على ديمومة تمويل هذا الإقتصاد. و يخطأ من يصدق خبراء هذا البنك الأفريقي الذين يؤكدون على غياب تنوع مكونات الإقتصاد  و ضعف نسبة القطاع الزراعي في بنية الناتج الداخلي الإجمالي،  و التي لا تتجاوز 13%. و يقول بعض الحاسدين أن  الجزاءر صرفت أكثر  من 11 مليار دولار لاستيراد منتجات فلاحية  غذائية، و أنها تستورد سنويا ضعف هذا المبلغ لشراء السلاح. 

سيستمر ” عمهم” تبون في قيادة حكيمة على مدى السنوات المقبلة. سيمده الشعب بالقوة اللازمة للاستمرار في صنع القرارات التي سترفع اقتصاد بلاده إلى الرتبة الثانية   عالميا،  و من ثم إلى قيادة العالم و خلفهم أمريكا و الصين و أوروبا. ستستمر معركة دعم تقسيم الجار الغربي و تمكين سكان تندوف من دولة قادمة،  و لو كلف الأمر تخصيص الملايير من الدولارات . ما يهم هو دعم حق بضع مئات من أبناء تندوف في السيطرة بالقوة على الصحراء المغربية. و ما يهم هو أن تستمر بعض الدول في تصديق  رسالة البلاد ،بلاد الجهاد بغير النفس  و النفيس، و أن لا يعتبر البعض  أنهم طرفا  في نزاع الصحراء. قد يكتشف شعب الجزائر أن أمواله تصرف من أجل قضية خاسرة تستهدف بلدا كان هو المساند الأكبر لمعركة الانعتاق من الإستعمار.  يجب أن يعلم الجميع أن اللعبة الدبلوماسية تتطلب المال  و الحيلة  و حتى إختيار السفراء من ذوي الخبرة في الملاكمة  و فنون الحرب للسيطرة على من يعادي البوليساريو  و لو في أقصى الشرق أو حتى في طوكيو.  لا يهم أن يتهم البعض مؤسساتنا بالغش الدبلوماسي.  الكل يعلم أن العقيدة الدبلوماسية في المرادية تعتمد على مبدأ ” الغاية تبرر الوسيلة ” و لو عن طريق الهجوم من الخلف من طرف ديبلوماسيين درسوا القانون الدولي في حلبات المصارعة غير النبيلة.

و سيتكفل إعلامنا بتكذيب كل ما  يؤكد عدم الوفاء لمن قدم الدعم للشعب  الجزاءري. أكد العم تبون على أن فلسطين في قلب اهتماماته  و أنه ينتظر من جمهورية مصر العربية أن  تفتح الحدود. حاول البعض تفسير الأمر أنه يتعلق بدعم شعب فلسطين بالسلاح  و الكتائب من الجيش. عبثا حاولوا ، و لكن “العم ” صحح الكلام  و قال أن  الجيش الجزاءري قادر على بناء ثلاث أو  أربعة مستشفيات في قطاع غزة في  أسابيع قليلة. قد يقولون أن الجزاءر تخزن الأسلحة الروسية القديمة  و تنسى أن تولي الأهمية  للوضع الإجتماعي للجنود  و الضباط.  و الكل يعلم أن التسلح ضرورة تاريخية للوفاء للشهداء ، و أن الوطن يجب أن يكون متسلحا بعقيدة الجيش الشعبي الوطني ،  و أن  يتفهم الأولويات  ويصبر على بعض المشاكل التي تعيق وصول المواد الغذائية  إلى بعض المدن.  المهم هو الوفاء للشهداء  و معاقبة من يشكك في نزاهة القيادات  و نعتهم بالمرتشين الذين يتهمهم الأعداء بمراكمة ملايين الدولارات في غرب استعماري و غاشم. و يعلم الجميع أن الدولة ستسترجع كل الأموال التي تم تهريبها للخارج بغض النظر عن موقع أي مسؤول.  ويظل الأهم هو تقديم آيات العرفان  و التقدير  و الإحترام لقيادة الجيش الوطني الشعبي الذي يسعى لتمكين البلاد من الإستقرار و السهر على أن  يظل عمي تبون المؤتمن على بلاد ملايين الشهداء.” اللهم زد و بارك في ذلك ” كما يقول صياد  السمك حين تلتقط السنارة سمكة كبيرة” و تستمر في حبك كل حيلة ليظل الصيد متاحا  و المصطاد قابلا للسقوط في الشباك. المشكل الكبير الذي سيعمل الأوفياء للكابرانات و للشهداء على مواجهته بحزم هو حماية ابناءهم  و أحفادهم  من المحاسبة. و يجب التذكير بأن المستحيل ليس جزائريا.  ستطال المحاسبة جميع من اخلفوا الموعد مع ” الشهداء ” و قيادة العسكر التي أصبحت  مسيطرة،  و الصبح لله.