على هامش انعقاد المجلس الإداري يوم الخامس من الشهر الجاري يحق لنا طرح كثير من الأسئلة في أفق تدبير تنتابه رجات في كل مرة لاشك أنها تؤثر بشكل كبير في مسار جهة سجلت أرقاما قياسية في عدم إستقرار المسؤولين كما حطمت سقف الإعفاءات على اثر سوء التدبير يدفعنا هذا الأمر للوقوف أمام سؤال محوري :
أية حصيلة وأية آفاق ؟
تتسارع الوقائع دون توقف تزامنا مع هذا الحدث المهم . وقد عرف مدخل الأكاديمية وقاعته الكبرى حركية غير معهودة وهي تتهيأ لاحتضان هذه المحطة المهمة في مسار المنظومة بالجهة كحلقة من الحلقات السابقة والتي تدفعني من موقعي كنقابي أن استرجع بعض الأحداث التي ستشكل لامحالة أرضية لتشخيص موضوعي لماتعيشه الجهة . علما أن كل محطة تنعقد يصاحبها إنزال أمني مكثف واحتجاجات أمام البوابة الرسمية مع وجود لغز محير يثير كثير من الإستغراب لماذا الإحتفاظ بالباب الضيق المعلوم والمخصص دائما للمرتفقين دون أن نفهم هذا التبني وهذا الإصرار في منهجية نكوصية للوراء ؟ فعاليات إجتماعية تحتج منتقذة التدبير والتسيير سواء على المستوى المجالي وكذا الجهوي .الوضعية الملتبسة تسائلنا جميعا لماذا يطارد هذه الجهة النحس وأصبحت لا تعرف الاستقرار ؟ هل لموقعها الاستراتيجي أم لرصيدها النضالي والتاريخي الذي سجل ملاحم توجت باعفاءات وازنة مع كامل الاسف لم يواكبها لا محاكمة ولااستنطاق وكل حلقة تنسخ سابقتها لكن التاريخ يسجل لمن بقي صامدا في ساحة النضال ولم يقايض قضايا الشغيلة بمناصب ولا بمكاسب .
تأتي هذه الأحداث دائما مرفوقة بقرارات إما قبل انعقاد المجلس أو بعده نتيجة بحث لجن .ولعل الزيارات المكوكية للسيد الوزير والتي وصفها البعض بحملة سياسية من أجل تلميع صورة حزب ضاع من رموزه ذاك الحضور الملفت فخسروا مواقعهم مرتين : الاولى عندما تنتهي مهمة وزير بفضيحة ابتداء بوزير الكراطة وانتهاء بآخر يقال أنه غير حاصل على شهادة وقد عمر لوقت طويل في التسيير في زمن المتناقضات وهو ينقل في استفزاز قل نظيره حفل زفاف ابنه الخرافي.
والثانية بوداع الرمز المؤسس وتاثيره على الساكنة ذات الطابع القروي وهي مقاربة عفا عنها الزمن .
بعد نتائج انتخابات 2015 وبنظرة مستشرفة لمستقبل ودور الفاعل الاجتماعي الذي تبين من خلال تجربة قصيرة لكنها تلخص مسارا ومشهدا متحكما فيه خلاصته النظرة المتشائمة للإداري اتجاه شريكه والذي كلما سنحت الفرصة له للإقصاء إلا وأسقطته كنتيجة حتمية في عدم استثمار مواقفه كقوة اقتراحية ضامنة لانجاح المشاريع . إنه بالتأكيد عقلية هشة لاتؤمن بقدراتها في الحوار وغير متكافئة مع الحضور القوي للفاعل الاجتماعي . حين قررنا مقاطعة المجلس كمبادرة خرجت من رحم جهة تتفاعل فيها كفاءات لها حضورها الوازن وتأثير لايشك أحد في قوته مجاليا ومركزيا كنا نعتقد يقينا أن التمثيلية في المجلس لايمكن أن تكون شكلية للديكور فقط مادامت الأغلبية جاهزة في كل مرة للتصفيق قبل صدور هذه القرارات إن تركيبة المجلس ومن هندسها أفقدها الحس النقذي والقوة الإقتراحية وبالتالي لم نطور آليات الإشتغال وأصبح يجر وراءه الفشل والخيبات وتعاني الجهة من غياب الكفاءات مادام المسؤولون اختاروا السير لوحدهم فعليهم تحمل تبعات هذه النتائج الصادمة والمخيبة للآمال .
وبالتالي تبقى الإنطلاقة الحقيقية مؤجلة إلى حين ممايدفعنا لسؤال مصيري متى ؟
ذ ادريس المغلشي .