محمد نجيب كومينة
َلاشئ يهبط بوعي الشعوب و يجعله ينحرف عن جادة الرهانات الحقيقية لاوطانها و يدفع مسؤوليها الى عدم النظر الى المشاكل المطلوب ان يعدوا العدة لحلها مثل الدعاية الغبية التي يتولى تنشيطها متملقون منشدون الى مصالحهم الضيقة اكثر من اهتمامهم، وبغض النظر عن المعرفة من عدمها، بالافق الحقيقي الذي يجعل البلد ناهضا اقتصاديا و متوازنا اجتماعيا و مستقرا سياسيا و فاعلا معتبرا في محيطه الاقليمي والعالمي.
بدل ان يقدم الخطاب الدعائي الانجازات او النجاحات بموضوعية و في اطار تحليل مقنع، فانه يقوم بالتشويش عليها بالتضخيم اللفظي و التملق المثير للارتياب وليس للاقتناع الذي يستدعي جدية في التفكير والتحليل وارتقاء بالخطاب ليخرج من تقاليد المديح القديمة التي كان الملك محمد السادس محقا عندما اوقفها، لانه يعرف بالتاكيد انها نفاق في نفاق. المغربي يعتز تلقائيا بما يراه ويلمسه، وما يراه مثلا ان دولته كانت لها رؤية استباقية عندما جهزت البلاد بطائرات كانادير لاطفاء الحرائق او حين ينظر الى تطور البنيات التحتية بالبلاد مثلا، و يثمنه ويتطلع الى المزيد والى ايجاد حلول لكل مشاكل البلاد، مشاكله، فعالة وناجعة، و يمقت كل ما يراه نفخا وتضخيما ونفاقا.
البلاد في حاجة الى خطاب يقوي الميل الى السير بخطى واثقة نحو المستقبل، على اساس تثمين المنجز بكل تاكيد، و ليس الى خطابات تعكس كسلا فكريا و محدودية فيما يخص التطلع للمستقبل، ويحتاج الى هذه الخطابات لدى الاحتفال وفي سائر الايام.
يمكننا ان نقدم صورة تبرز المجهود المبدول على هذا المستوى او ذاك وتبرز ايضا تطلعنا الى الانجاز والتقدم و تحسين موقع بلدنا في الساحة العالمية، وفي محيطه الاقليمي، بما يتناسب مع عراقتنا و موقعنا و رهاناتنا الوطنية، دون السقوط في بؤس اساليب الدعاية القديمة.
نحتاج الى اعلام يقوم على قواعد مهنية واخلاقية تتناسب مع عالم اليوم المفتوح ومع اجيال جديدة تعيش فيه بكليتها.