محمد نجيب كومينة
َفي غياب عباس ابو مازن، الرئيس الفلسطيني، الذي فضل المشاركة في مؤتمر استانة و عقد لقاءات على مستوى عال لجلب الدعم للقضية الفلسطينية، نظم النظام الجزائري حفلا اخذت فيه صور للرئيس الجزائري تبون مع ممثلي عدد من الفصائل الفلسطينية الصغيرة والكبيرة، والمنقرضة ايضا، وكان واضحا انه باستثناء حماس، فقد كان الممثلون الذين اخذوا صورة تذكارية مع الرئيس الجزائري من الصف الثاني، ومنهم من بلغ من السن عتيا.
عدا الصورة التذكارية التي اخذت لممارسة الدعاية البلهاء، قبل حلول تاريخ القمة العربية، فقد وقع الممثلون الفلسطينيون الحاضرون على “اعلان الجزائر” الذي قدم على اساس انه وثيقة للمصالحة بين الاطراف الفلسطينية و ورقة طريق لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية في اجل سنة. وهذا الاجل بالضبط يناسب تبون وحساباته التي يجريها لوحده ربما، او يجريها له مستشارون ومساعدون يجهلون اوليات الحساب او يضحكون عليه ويورطونه.
ولن يفوت المتتبع والملاحظ النبيه ان يسجل ان الاجندة المعلنة، والتي تقول الابواق الدعائية الجزائرية ان تنفيذها سيكون باشراف الجزائر، يستحيل استحالة مطلقة ان تنفذ، ليس بسبب الخلافات الفلسطينية الفلسطينية العصية على حل حول طاولة بالجزائر او الرباط او الرياض او القاهرة، او بسبب ضيق الوقت لاتخاذ كل الاجراءات لتوفير شروط اجراء الانتخابات التي تاخرت لزمن طويل، بل وايضا واساسا لان اجراء الانتخابات الفلسطينية بالشكل المطلوب الذي يجعلها تحمي السلطة الفلسطينية من خطر الانهيار و يجعلها تنفتح على افق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس يستدعي مرافقة دولية، سواء تعلق الامر بالامم المتحدة او المنظمات الاقليمية والمتخصصة او القوى العظمى، فضلا عن المرافقة العربية، وبالاخص مرافقة مصر والاردن و دول الخليج. و تعتبر مرافقة القوى العظمى و مرافقة دول الجوار العربية شرطا لا محيد عنه لجعل الطرف الاسرائيلي، الذي يستمر في مراقبة الاراضي الفلسطينية ويعتبر كل مايجري فيها مسائل تهم امنه الخاص و استراتيجيته الاقليمية والدولية، يتصرف على النحو الذي لا يعوق المسلسل الانتخابي الفلسطيني ولا يفجره.
الاجندة المعلنة، والموثقة في ما سمي ب”اعلان الجزائر”، درجة الجهل والغباء وحجم الادعاء في السلوك الديبلوماسي والسياسي لمن يمسكون بمقاليد الحكم في الجزائر. ذلك انهم باتوا يصدقون اوهامهم و باتت دايتهم الهادفة لالهاء الداخل وامتصاص السخط الداخلي تنطلي عليهم هم انفسهم.
وبالتاكيد، فان الاذكياء الفلسطينيين على وعي تام بان نظام الجنيرالات الحاكم في الجزائر يستغل قضيتهم استغلالا لا اخلاقيا لبلوغ اهدافه الداخلية و اهدافه ضد المغرب ووحدته الترابية واهدافه الخبيثة في محيطه الاقليمي عموما، حيث يرغب النظام الخائف من الانهيار في انهيار كل ما حوله، ولعل تونس اليوم ضحيته الواضحة للعيان.
قال ليك لم الشمل ، كن الخوخ يداوي كن دوا مخو