وسط هذه الغمة المحيطة بنا من كل جانب، ومظاهر القبح البين المتزايد من حولنا، ينمو اليأس فينا من حيث لا ندري.. وكأن آلام الناس ومعاناتهم توحدت مع إحباطاتهم وانكساراتهم وانصهرت لتلد الغلظة والشدة وكثير من قلة الأدب…
لما أجول ببصري هنا وهناك، واقعا وافتراضا، فلا أرى سوى الصلابة في سلوك الناس، وأتساءل مع نفسي من أين لهم بهذه القسوة والفظاظة؟ حتى صار من الناذر أن ترى الابتسامات مرسومة على شفاه الناس في الشارع وفي أماكن العمل وفي الفضاءات العامة، وقلما تقرأ خبرا جميلا يبهج القلب والوجدان، بكثرة أخبار الحزن الجاثم على صدورنا والقابض لأنفاسنا.. حتى الحوار الراقي الذي كان، توارى إلى الخلف ليحل محله السباب والشتائم يمينا ويسارا، طولا وعرضا..
أمام هذه العتمة هناك أخبار صغيرة أفرحت قلبي وسط جبل من الأحزان. الخبر الأول، الإفراج عن المحامي محمد المسعودي الذي أنهى محكوميته كاملة، هنيئا لهذا المناضل الصادق الكريم. الخبر الثاني تقليص الحكم على المدونة مي نعيمة من سنة إلى ثلاثة أشهر لم يتبق منها سوى أيام قليلة. والخبر الثالث الإفراج عن الفنان رفيق بوبكر ومتابعته في حالة سراح..
قديما قال المسيح عليه السلام من منكم بلا خطيئة فليرجمها بأول حجر .. في سياق اتهام امرأة بالفاحشة والاتيان بها إلى ساحة لرجمها تطبيقا للشريعة..
آن الأوان لنسقط الحجر من قلوبنا وعقولنا
ولنملأ أرواحنا بالحب والخير والجمال.
يوسف اغويرگات / الرباط