محمد نجيب كومينة
َاصدر القضاء التونسي حكما باربع سنوات سجنا في حق الرئيس التونسي الاسبق منصف المرزوقي والمعارض الحالي للانقلاب ولقرارات الرئيس الحالي قيس سعيد بتهمة الاعتداء على الامن الخارجي لتونس، اي بتعبير اخر بتهمة الخيانة الموجهة لمناضل حقوقي وديمقراطي اصر دائما على العيش في تونس ولم يشا مغادرتها حتى لما تعرض لصنوف الاضطهاد في العقود السابقة، ولم يطعن احد من قبل من اكثر المعادين له في وطنيته .
هذا ما يطرح سؤالا واضحا: هل الحكم على الرئيس الاسبق بهذه الطريقة حكم قضائي في اطار سيادي تونسي؟
هذا السؤال ينفتح على اسئلة اخرى، من قبيل: هل صارت سيادة تونس مستباحة؟ وهل بات الجنون السياسي سيد الموقف في هذا البلد المغربي الشقيق؟
يذكر هذا الحكم ببعض قرارات بورقيبة عندما بدا الزهايمر يتسرب اليه و صار يتصرف تصرفات تطلبت عزله، وهو الزعيم الوطني التاريخي وباني تونس الحديثة، حماية للدولة التونسية، لكن مع التذكير ان بورقيبة لم يتنازل قط عن سيادة بلاده ولم يكن تابعا و لم يقبل قط ان يهان بالمال او بغيره ولم يكن يخاف احدا عندما كان يتخذ مواقف جريئة من قضايا متعددة قبل ان يضعف التقدم في السن قدراته و يغزوه المرض .