آخر الأخبار

الحكومة التي لاتستقيل

إدريس المغلشي 

تتوالى الأحداث والفضائح تباعا في مسار حكومة يطاردها النحس منذ تشكيلها عكس توقعات بعض المتتبعين الذين تفاءلوا بتثبيث فوزها 8شتنبر 2021 لما تتمتع به بإمكانيات دعم ومساندة وشروط وفرص النجاح كل العوامل تبخرت في ظل أجواء من المشاحنات لتضييع الزمن السياسي بين بروفيلات مهزوزة . لم يستطع اعضاء الحكومة الحفاظ على هذه الشروط فضاعت إمكانية تحصين الفعل السياسي بعيدا عن الاستهداف والتعالي مقومات لاتتمتع بها مادام اغلبهم حديثو العهد بالتدبير والقدرة على الانتصار لقضايا الوطن عوض السقوط في حسابات سياسوية ضيقة . كلما توالت الاشكالات والقرارات اللاشعبية تراجع منسوب الثقة فيها وعم السخط كل مناحي الحياة وصرنا بالكاد نتلمس بعض النقاط المضيئة على قلتها ونحن نحاول زرع التفاؤل في صفوف المحبطين . المسؤول الحكومي في ورطة وعلاقة متوثرة مع المواطن حتى بتنالانتابع المستجدات في مؤسسة تشريعية لكونها تأتي صادمة وغير متوقعة ومخيبة للآمال وانتظارات الناس، حطموا لدينا الامل في السياسة وأشاعوا فينا التذمر واليأس صرنا نستعجل نهايةالمأساة ونتساءل لماذا لاتستقيل هذه الحكومة رغم فضائحها المدوية ؟
لعل أكبر خطأ نرتكبه في تحليل الأحداث اننا نقيس وضعنا المأزوم في مجالات التدبير مع دول أخرى تفوقنا بسنوات ضوئية من حيث احترامها لحقوق الانسان وجعل هذا الأخير واعيا بمسؤولياته وواجباته اتجاه الدولة في تناغم وتبادل للادوار فيما بينهما ،لاشك انه يساهم في تطور المجتمع .من خلال تقديم النموذج مع وجود الصرامة في تطبيق القوانين فلا استثناء فيها كما انه لا مقارنة مع وجود الفارق. من العبث إسقاط بعض صور المحاسبة التي تتم في دول المؤسسات عما نعيشه نحن هنا.بل الافظع ألانشاهدولو على سبيل التقليد مادمنا نعيش تعطيلا ممنهجا وصريحا للمقتضى الدستوري المسؤولية المقرونة بالمحاسبة لكن يبدو ان هناك من لايلقي بالا لحماية وصيانة هذه المكاسب إننا في كل فرصة نضيع وسط زحمة اللامسؤولية واللامبالاة في زمن سياسي رديء .
يبدو أننا امام استمراريتها وتعنتها اصبحنا في مأزق سياسي واخلاقي ضد ارادة شعب يثوق للعيش الكريم والاحساس بمسؤولين لهم حرقة على وضعه الاجتماعي . مادمنا غير قادرين على الحسم في هذه الوضعية الإشكالية سنبقى في مستوى الحلم ونطرح مع الروائي الجويطي في حوار تلفزي وهو يجيب على سؤال التدبير الحكومي وسؤال الرقابة ؟ نتمنى ان نستطيع الحلم بلحظة محاسبة و استقالة مسؤول حكومي أخل بادواره أمام التزاماته الأخلاقية والسياسية إذن لنحلم مادمنا غير قادرين على مواجهة الواقع اذا سمح لنا بذلك حكومة اخنوش التي قضت مضاجعناحتى صرنا لانقوى على النوم ولا حتى الحلم ، بعدما اصبحنا نعيش كوابيس لاحدود لها .