آخر الأخبار

الحكومة الوطنية الشعبية : عبد الله ابراهيم

عبد العزيز الحوري

في زمن فُقدت فيه المعجزات، و بُعيد استقلال المغرب الذي كادت تشتعل فيه نزاعات بين رجال المقاومة و جيش التحرير، و النقابة الوحيدة آن ذاك ( الاتحاد المغربي للشغل)، و رجال السياسة، على من له الفضل وله الاحقية في تسيير البلاد، حيث قامت مناوشات( حتى لا نصفها بشيء آخر) هنا و هناك، فجاءت حكومة شعبية و وطنية و تقدمية و غير حزبية، ترأسها وطني صالح ( بنفسه و لوطنه و وقته) الاستاذ عبد الله ابراهيم الذي، و إمكانيات جد جد محدودة ( فالمغرب لا زال يتعامل بالعملة التي تصك بفرنسا تحت الوصاية الفرنسية)، فحققت، باسرار، المعجزات التي كانت يتبوء المغرب المكانة بين الدول الرائدة مثل كوريا ودول أخرى أصبحت بفضل استمرارية نهجها و خطها التصاعدي من الدول المتقدمة و الغنية الان.
حلم لم يرد له المستعمر و الامبريالية أن يتحقق، فسلطوا عليه أذنابهم و اقزامهم، و مع الاسف كان من بين المعمل الهدامة من كان مكونا من مكونات الحكومة، و الذي كان يلعب على الحبلين، فنجحوا في ارغام الملك محمد الخامس على اقالة حكومة عبد الله ابراهيم. فاطفأوا الامل، و تكالبوا على جل المنجزات التي كانت ستوفر للمغرب الاكتفاء:
– الغذائي، باسترجاع الاراضي الفلاحية و تطوير الفلاحة و خلق التعاونيات.
– و المائي، بمنع زراعة المواد المستهلكة للفرشة المائية مع عدم السماح بالتصدير إلا لما فاض عن حاجيات المواطن.
– و الطاقي، ببناء لاسامير لتكرير البترول.
– و الصناعي، ببناء مصنع الحديد و الصلب بالناضور و بداية خلق معامل و جلب المصانع التي كان عليها الاستغلال مدة تُكوٍّن فيها العمال و التقنيين قبل تسليم المعمل او المصنع للدولة المغربية صوماكا كمثال )


– و التعليمي. بفرض التعليم العمومي المجاني الديمقراطي ( يتساوى فيه الغني و الفقير) و جعله إجباريا في المدن و القرى و المداشر…
– و السيادي، بخلق بنك المغرب و فك الدرهم عن الفرنك الفرنسي.
– و العسكري، بازالة القواعد الأجنبية من المغرب و اجلاء الجنود و البوليس الفرنسي من المغرب.
– و اجتماعي، بسن صندوق الضمان الاجتماعي و خلق صندوق الإيداع و التدبير لتنمية مدخرات المنخرطين و توظيفها في مشاريع استثمارية مذرة للارباح….و السؤال هو هل لا زالت هذه المؤسسة تسير طبقا لما خلقت من اخله؟
و هذا غيض من فيض!
اين التعليم العمومي الديمقرتطي و اين كل تلك المؤسسات و الاراضي الفلاحية و المصانع و المعامل و … و … التي اممت و استرجعة لملكة الدولة، او تأسست و خلقت ..
الكل تخوصص على يد حكومات متتالية. كل واحدة أدلت بدلوها. بما فيهم حكومة الاشتراكيين التي كان من المفروض ان تسترجع ما تخوصص و تدشن عهد الإصلاحات الحقيقية و وضع لبنات قوية للدينقراطية!
مع الاسف أصبحنا تحت حزب بفروع لها مسميات عديدة قد نصل في القريب العاجل إلى أن يكون لكل فرد منا حزبه و نقابله و جمعيات مجتمعه المدني!
36 مليون نسمة من حديثي الولادة إلى الشيوخ، و عندنا ربما 36حزب او اكثر و ربما مثل ذلك من النقابات. و وصلنا إلى أرقام مهولة في المديونية نتيجة سوء التسيير و التدبير كما تشهد على ذلك المؤسسات الدستوري الرسمية.
كيف انطلق مغرب بلا شيء. و كيف أصبحنا بعد أن حبانا الله حصتنا من انعمه و رزقه؟
و رغم كل ذلك لا يسعنا إلا أن نحمد الله على تربية هذا الشعب الذي لولا إيمانه و وحدته، (رغم تعدده الذي هو مصدر قوته)، حول الثوابت، و على رأسها ما يردده الشعب في كل مناسبة: “الله- الوطن- الملك، ( الله للعبادة و الوطن للريادة. و الملك للقيادة ) و ثقل تاريخه و بطولات اسلافه الذين تركوا لنا هذا الارث الثقيل الذي يقدره المغاربة، لاصبحنا مثل من بالجوار او من وراء الجوار.
فاللهم ارحمنا و لا تعذبنا بذنوبنا فأنت مولانا العالم باحوالنا.