محمد نجيب كومينة
َالصحراء المغربية ليست موضوع تفاوض ولن تكون موضوع تفاوض. التفاوض يبتغي ايجاد حل للنزاع الاقليمي المفتعل بغاية ضمان السلم وحسن الجوار والازدهار في البلدان المغاربية الخمسة بما يخدم مصالح شعوبها. المغرب يشكر اصدقاءه الذين اتخذوا مواقف واضحة ويثمن عاليا مواقفهم وسيكون حريصا في علاقاته مع الدول و التجمعات الاقليمية على ان تكون مواقفها واضحة وبعيدة عن المناورة ولن يقبل بالتالي اي اتفاقيات لا تشمل اقاليمنا الجنوبية بشكل صريح وواضح. تحية خاصة و تنويه خاص بدور القوات المسلحة الملكية ومختلف القوات الامنية التي تقوم بادوارها باقتدار وفعالية في حماية حدود الوطن والتصدي لكل مامن شانه المساس بمصالحه الحيوية والاستراتيجية.
خطاب الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء كان شديد التركيز ودقيق الرسائل لكل من يعنيهم الامر و لم يترك اي سؤال من الاسئلة التي تطرح مند نونبر الماضي، عندما حرر المغرب معبر الكركرات من عصابة قطاع الطرق بذكاء و خلق واقعا جديدا و استراتيجيا تعزز بالاعتراف الامريكي الواضح بمغربية الصحراء و باعتراف دول اخرى وفتح عدد كبير من قنصليات الدول الصديقة التي فهمت، كما فهم عدد كبير من الشركات العالمية، ان الامر حسم وكل المناورات اليائسة للبعض وكل الصراخ والنباح و تسخير الاقلام والالسنة الماجورة مجرد تعبير عن شعور حاد لدى البعض بقرب نهاية لعبة ادت المنطقة المغاربية وشعوبها ثمنها من تنميتها و ازدهارها.
المغرب ينحو نحو السلم والتعاون وحسن الجوار ويظل متشبثا بالمشروع المغاربي في كل الاحوال ، لكنه يظل في نفس الوقت يقظا ومستعدا للدفاع عن ترابه الوطني بكل حزم وصرامة . المغرب لن يعتدي على احد ولن يهاجم احدا ولن يصل الادى الى احد انطلاقا من اراضيه، لكنه لن يتوانى في صد وهزم اي اعتداء او تجاوز وفي ردع اي عبث.