عندما عزم علي بن يوسف على بناء المسجد والأسوارلمراكش ،كان لابد من أسلوب آخر للتزود بالماء غير الآبار.
فكر المرابطون في جر الماء من “وادي أوريكة وأغمــات”، فاحضروا المهندس الأندلسي عبيد الله بن يونس الذي ابتكر نظام الخطارات بمراكش.
الخطارة هي تقنية في مجال السقي التقليدي و المعتمدة في المناطق الصحراوية، وهي عبارة عن قناة باطنية يتراوح طولها بين 7 و 10 كلم حسب موقع الفرشة المائية الباطنية، و تستعمل لجلب المياه من المرتفعات العالية لسقي الأراضي السفلى.ويتم ربط القناة بواسطة آبار تتباعد بحوالي 10 إلى 25 متر، تستعمل لحفر القناة و تساعد على استصلاحها. يعود أصل هذه التقنية إلى منطقة الشرق الأوسط خاصة الشمال الغربي بإيران، وأرمينيا وتلوات وتافيلالت. كان الطوارق يسمونه (افلي) والأمازيغ ( أفري).
وقد تحدث صاحب “وصف إفريقيا” الحسن بن محمد الوزان الفاسي الملقب بـ “ليون الأفريقي” عن هذا النظام بإعجاب، فقال: إن هذا الرجل “الأندلسي عبيد الله بن يونس” … جاء إلى مراكش في صدر بنائها و ليس بها إلا بستان واحد لأبي الفضل مولي أمير المسلمين.
يتراوح طول الخطارة بمراكش بين خمسمائة متر وخمسة كلمترات، وقد تصل آبارها المفتوحة للترميم والصيانة إلى ثلاثمائة بئر، يبعد الواحد عن الآخر بحوالي عشرة إلى عشرين متراً.
وبالرغم من ظهور أساليب أخرى للري والتوزيع بقي للخطارات سحرها وروعتها، فاستمرار الاهتمام بها، حتى إن عالم الإجتماع بول باسكون (P.Pascon ) قد أحصى في منطقة الحوز خمسمائة خطارة، عرفت المدينة منها خمس عشرة ومائة خطارة، تتوزع كالتالي:
-98 عمقها أكثر من عشرين متراً.
-17 عمقها أقل من عشرين متراً .
و الخطارات ثلاثة أنواع:
1- الكبيرة: أكثر من كلمترين طولاً ، وهي في ملكية الدولة ( أو المعمرين في فترة الحماية).
2- متوسطة: طولها حوالي كلمترين بصبيب بين 10 و 20 لتراً في الثانية. وتكون في ملكية الأحباس العامة لتزويد المساجد والحمامات والدور بالماء أو في ملكية بعض أغنياء المدينة لسقي حقولهم وعراصيهم و رياضاتهم.
3- الصغيرة: وطولها حوالي خمسمائة متر بصبيب لا يتعدى خمسة لترات في الثانية وهي في ملكية الخواص أو الأحباس الخاصة.
مبارك الكنوني