إدريس بوطور
من الكلمات التي نستعملها برواج متميز في لغتنا العربية الدارجة وتواصلنا اليومي كلمتان تقعان في نفس الخانة الدلالية وتلي احداهما الأخرى في الترتيب وهما كلمة ” الدري “( بتشديد الراء وكسرها) ، وكلمة ” العزري ” (بفتح العين وتسكين الزاي ) ** كلمة “الدري ” تقال للطفل الذي لم يبلغ الرشد بعد ، وتطلق مجازا على الراشد الذي يتصرف تصرف الصبيان وبشكل غير ناضج ، أما كلمة “العزري ” فتعني انتقال الطفل إلى مرحلة عمرية متميزة بنمو فزيولوجي متميز مصحوب بنضج نفسي وعقلي ، وكل هذه المواصفات سواء المتعلقة ب “الدري ” أو ” العزري ” تنطبق على الجنسين معا** هاتان الكلمتان الدارجتان ترجعان في اصولهما إلى جذور عربية فصيحة ، فالبنسبة لكلمة “الدري” فإن أصلها هو ” الدر ” ، والدر في اللغة العربية الفصيحة هو حليب الناقة ، وعندما استعملت الدارجة المغربية كلمة ” الدري “فذلك للدلالة على الطفل الصغير الذي ما زال محتاجا للحليب ومجازا ما زال محتاجا لرعاية وكنف والديه **أما كلمة “العزري “فإن أصلها في اللغة العربية الفصيحة هو فعل “عزر” بفتح الزاي وتشديدها ، ومعناه ” ساند و دعم ونصر ” وعندما استعملت الدارجة المغربية كلمة ” العزري ” للدلالة على وصول الطفل إلى نضج جسمي كانت تروم من وراء ذلك أنه أصبح بالإمكان الاعتماد على نفسه وبالتالي أصبح قادرا على مساعدة ودعم جانب والديه وتعزيزه ********** تلك هي العربية الدارجة المغربية التي لا تبتعد كثيرا عن أصولها وجذورها الفصيحة **