َارفض رفضا باتا ازدراء الدين الاسلامي وارفض ازدراء كل الديانات والمعتقدات، واعتبر من يلجا الى الازدراء انسانا يمس بمشاعر غيره جاهل او عنصري او متزمت…
لكن ما يثيرني هو هذا الاستعداد الذهني لدى فئة من الناس لاعلان حروب وهمية، لايملكون القدرة على خوضها فعلا، كلما صدر عن بعض الافراد المخبولين او السذج او العنصريين او الجهلة سلوك مشين تجاه الاسلام ومقدساته وتحميل هذا السلوك اكثر مما يحتمل، بحيث تواجه الاساءة ان حصلت بهيجان يكشف عن هشاشة نفسية وعقلية اكثر مما يبين قدرة على الرد المجدي لوقف الاساءة.
وقد راعني ان الحملة التي اطلقها البعض تحت شعار الا رسول الله تنطوي على دعوة صريحة الى القتل والاقتتال وكان نبينا او ديننا يمكن ان تؤثر فيهما رسما كاركاتوريا رديئا او كلام صادر عن هذا الشخص او ذاك.
مناصرة قاتل الاستاذ الفرنسي، ايا كان الراي في تصرف الاستاذ، تعتبر جريمة في حد ذاتها، ولكن الاهم انها تخفي تعبئة لفائدة اردوغان من طرف مناصريه في مواجهة فرنسا ورئيسها، تعبئة تكتسي طابعا سياسيا ولا علاقة لها بالدين الاسلامي المستعمل استعمالا مسيئا في نزاعات تحركها مصالح تركيا الجيوسياسية والاقتصادية والسياسية، وهذا ما يضفي على هذه التعبئة طابع العمالة، حتى ولو كانت غير واعية. نحن نرغب في التحرر من هيمنة فرنسا، لكننا لانرغب في ان نستبدل هيمنة بهيمنة، ولا نرغب في نفس الوقت بان تتلاعب بنا اي جهة وتوريطنا في العداء لجهة اخرى، لان لنا مصالحنا وحساباتنا الوطنية التي قد تلتقي او لا تلتقي مع جهة او اخرى في هذا الظرف او ذاك.
الدفاع الغبي عن الاسلام لم يخدمه قط ولا يمكن ان يخدمه ابدا، بل انه يلحق به اساءة اكبر من الاساءة المراد ردها.
محمد نجيب كومينة / الرباط