سمير الضويوي
( هناك طموحات بالوصول الى % 45 من المشاركة الاقتصادية للنساء في أفق سنة 2035 ، لكن كيف يمكن تحقيق ذلك إذا لم يتم وضع الأصبع على المعيقات الحقوقية التي تعرقل مشاركة النساء في مجالات عدة …. ) هكذا سائلت الدكتورة وداد البواب الحقوقية والمعتقلة السياسية السابقة النموذج التنموي صيف 2021 وذكرت بالنسبة لها وكل النساء و ( كجمعية نسائية نعتبر بأن الإصلاحات المستقبلية يجب أن تتميز بفعالية الحقوق الإنسانية كما هي متعارف عليها دوليا ، وكما هو منصوص عليه في دستور المملكة ) هي وصفات تبنتها الدكتورة وداد البواب أكاديميا لتجاوز الريع السياسي المبني على الكوتا النسوية عموما ، فهي لم تعاني من ويلات الإعتقال السياسي والاضطهاد رفقة زوجها المناضل الاستاذ عبد الحق عندليب إلا من أجل تغيير مجموعة من القواعد و ( القيم ) التي تسلب المرأة قيمتها وتحتقرها …. منذ كانت طالبة بكلية العلوم بالرباط بالموازاة مع الدعوة لرفع الحظر عن النقابة الطلابية ( أوطم ) ، إذ ناضلت من أجل استرجاع الشرعية لهذه المنضمة الطلابية عام 1975 كمدخل لتجد نفسها مدعوة لحفلة تعذیب دامت ثلاث سنوات رفقة زوجها ضمن ما سمي مجموعة مكناس أو مجموعة 77 . قد يكون 8 مارس كيوم عالمي للمرأة تجاوزا ! لكنه موضوعيا مكننا على الاقل من تذكيرنا بأيقونة نضالية تنتمي للرائدات اللواتي سجل التاريخ أسمائهن بفخر عبر الاجيال والدكتورة وداد تقتسم معهن أسطرا عبر كرونولوجيا من العطاء المستمر من ردهات السجون والتعذيب كطالبة إلى مدرجات الكلية كمحاضرة ونقابية …..فاستماتتها في الدفاع عن الحقوق خلف الأضواء جعلت منها واحدة من النساء القدوة ..وملهمة الأجيال إناثا وذكورا…..فهي من صنعت لها الكراسي ولم تصنعها الكراسي على حد تعبير أحد زملائلها بكلية العلوم بجامعة القاضي عياض……تقول آحدى الطالبات كلما نظرت إلى هذه السيدة أحس بما كابدته من أجلنا كلنا …..وبما إني فتاة أعي جيدا حجم الضرر الذي لحقها ، فلقد وُجدتْ وسط مجتمع بخلفية ذكورية وإيديولوجية إحتقارية للمرأة فأنا أقدسها .