تحت شعار ” استحضار للماضي و استشرافا للمستقبل “ تحتضن مدينة آسفي من 18 أبريل إلى 18 ماي 2019، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان التراثي لأسفي، دورة الباحث “الخضر غيلان”، من تنظيم النادي المغربي للمخطوطات والمسكوكات والطوابع بأسفي .
وتكرم الدورة، التي تنعقد في إطار الاحتفال بشهر التراث، الذي يصادف اليوم العالمي للمتاحف، الباحث والفنان والأستاذ الخضر غيلان، والذي يعد أحد أبرز الوجوه المغربية الباحثة في مجال البريد المخزني على الخصوص وتاريخ البريد المغربي على العموم.
وتشهد الدورة التي تنظم بدعم من عمالة آسفي والمجمع الشريف للفوسفاط والمجلس البلدي لأسفي ومؤسسة متاحف المغربية وبريد المغرب والمديرية الإقليمية للثقافة، وجمعية حوض أسفي، فقرات متنوعة، أبرزها المعرض الكبير ستحتضنه دار السلطان بقصر الباهية .
وسيقف الزائر في هذا المعرض على الغنى والتنوع الهائل في المعروضات، سواء بجناح المخطوطات، الذي سيحتوي على كنوز وذخائر من علوم الفقه إلى علوم الفلك والجبر واللغة، والى مصاحف قرآنية يعود بعضها إلى القرن الثامن الهجري، ونسخة من مصحف ابن البواب، وهو اشهر الخطاطين العرب.
كما سيضم المعرض الذي يتواصل شهرا كاملا، جناحا للخزف والقطع الفخارية، تحتوي على قطع رومانية، ولقى من حفريات لاهنية الحمرية لسنة 1994، تعود إلى القرن 12 الميلادي، وقطع رائعة تعود للفنان الراحل بوجمعة العملي، مع عرض مزهرية باللون الأخضر عمرها 1000 سنة، وقنينة تعود إلى القرن 16، فضلا عن قطع ثمينة لصناع مسفويين كابن إبراهيم، والسوسي، والغرسي، بن جلون، بن ادريس، وادبيلة وسنتيل وغيرهم.
وسينقل جناح الطوابع البريدية، الذي يحكي تاريخ المغرب عبر الطوابع، الزائر من مرحلة ظهور البريد العالمي، إلى الخواتم المخزنية في عهد السلطان الحسن الاول 1892 ، الى البريد المحلي، إلى ظهور اول مجموعة للطوابع في عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ سنة 1912، مرورا بفترة الحماية الاسبانية والفرنسية ومنطقة طنجة الدولية، إلى عهد الاستقلال، والى تطور البريد بعد ذلك إلى اليوم، وبالضبط الى إصدارات سنة 2018.
وبجناح المسكوكات، والذي تعرض فيه قطع تروي تاريخ المغرب عبر النقود، سيعيش الزائر لحظات ممتعة، مع حقب متعاقبة من فترة النقود الرومانية (الفترة الموريطانية ) نقود ملك الامازيغي “ماسبنيسا” إلى مسكوكات الدولة الادريسية والموحدية والمرينية والسعدية ثم الدولة العلوية، وتستعرض فيه دنانيير ذهبية مغربية، ونقود ورقية مغربية، علاوة على جناح خاص بالزي التقليدي وزرابي مغربية، ولوحات في الخط المغربي وفن المنمنمات الشرقية.
كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية والمتميزة والفريدة من نوعها والرامية للتعريف بالتراث المادي واللامادي الوطني، وتقديمه إلى الأجيال، تنظيم عرض حول موضوع” شذرات من مخزن بوسطة المخزن” من تأطير الأستاذ الخضر غيلان، بمقر الملحة الجهة مساء السبت 20 أبريل الجاري، ومائدة مستديرة بقاعة غرفة التجارة والصناعة، تتمحور حول التراث بأسفي في خدمة السياحة، وبهدف تبادل الآراء حول اهمية التراث وكيفية الحفاظ علي.
ومن اجل التعريف بالمؤهلات التراثية للمنطقة سيتم تنظيم خرجات سياحية ميدانية تراثية باقليم اسفي، تشمل منطقة دار القائد الحاجي والقائد عيسى بن عمر، وقصبة ايير، اضافة الى تنطيم ايام تراثية صوفية للسماع والأمداح خلال شهر رمضان الكريم ببعض الزوايا بالمدينة العتيقة لأسفي.