يلتئم أكثر من 450 من الشباب، خلال الفترة من 4 إلى 10 غشت الجاري بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، بهدف تعزيز قدراتهم وتحديد الوسائل والفرص المناسبة للمساهمة في استكمال أجندة الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
ويلتقي هؤلاء الشباب، المنتمون لأكثر من 20 دولة، في إطار الدورة الثانية من “وورلد ميريت سوميت” التي تنظمها “وورلد ميريت موروكو” بدعم، للسنة الثانية على التوالي، من المكتب الشريف للفوسفاط، حيث يناقشون أجندة الأمم المتحدة 2030 الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويرى المنظمون أن الأمر يتعلق أيضا بعمل جماعي يتطرق إلى الأعمال والمشاريع التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
ويعد هذا المؤتمر الدولي، الذي يشكل منصة حقيقية للتبادل بين هؤلاء القادة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، فرصة لتحسيس الرأي العام الدولي حول تحديات استدامة الأنشطة البشرية.
ويولي المكتب الشريف للفوسفاط، انسجاما مع انخراطه في مجال التنمية البشرية، اهتماما خاصا بتعزيز دور الشباب واندماجه في بيئته الاجتماعية.
وبالمناسبة، قال السيد محمد لحمامي ، الرئيس المؤسس لجمعية “وورلد ميريت موروكو”، في تصريح للصحافة، إنه إذا كانت الدورة الأولى من هذا اللقاء قد خصصت للذين يوجدون بفروع هذه المنظمة غير الحكومية الدولية، فإن دورة 2019 تتسم بتوسيع تمثيلية الشباب، حيث تقرر إشراك المزيد من المندوبين والبلدان المشاركة.
واعتبر السيد لحمامي أن ذلك يهدف إلى فتح الباب أمامهم ليجدوا مكانهم كأعضاء نشطين وفاعلين، مضيفا أن هذا المؤتمر الدولي يروم المساهمة في تفعيل دور الشباب بالمغرب من خلال تشجيعهم على تحمل مسؤولياتهم كمواطنين.
وأوضح أنه تم تبني إجراءات تستند على الخبرة المتراكمة المكتسبة خلال السنتين الماضيتين من أجل المساعدة في جعل كل مشارك شاب فاعلا ومؤثرا في المجتمع، وذلك بالتعاون الوثيق مع الشركاء على الصعيدين الوطني والدولي.
واعتبر أن الاهتمام لا يتمثل فقط في تقديم المشاريع أوالإجراءات للشباب التي يتعين العمل على إنجازها، بل إن الأمر يتعلق أيضا باقتراح وصياغة إجراءات ومشاريع يمكن أن يقوموا بتنفيذها.
وبعدما أشار إلى أن “وورلد ميريت موروكو” تتواجد في ثماني مدن مغربية مع 800 عضو، قال لحمامي إن هذه الهيئة تطمح إلى تغطية الجهات ال12 بالمملكة بغية تعبئة 100 ألف شاب على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وأكد أنه بفضل المكتب الشريف للفوسفاط أصبحت “وورلد ميريت موروكو” رائدة في “وورد ميريت” على المستوى الدولي من حيث المشاريع والهياكل والتأثير.
من جهتها، قالت جهاد بنيموسى، رئيسة “وورلد ميريت سوميت”، إن هذا الحدث يجمع مئات القادة الشباب من جميع أنحاء العالم لبناء قدراتهم ومهاراتهم، وتطوير المشاريع المستدامة التي ستركز بشكل رئيسي على أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن هؤلاء الشباب سيشتغلون، على الخصوص، خلال هذا اللقاء الدولي، في إطار ورشات للعمل ودورات تكوينية، مع تبني أهداف تتعلق بتبادل الأفكار حول مشاريعهم لتحسين إنجازاتهم وتطويرها.
و عبر المهدي السعدي، المهتم بالتنمية المستدامة لدى المكتب الشريف للفوسفاط، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الهام الذي يعرف حضور العديد من الشباب المتحمسين المدعوين ليصبحوا قادة المستقبل في بلدانهم.
وأضاف أن مشاركته شكلت فرصة لتوضيح اهتمامات المكتب المتعلقة بقضية التنمية المستدامة والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، مبرزا أنه تم تعريفهم بكيفية إدماج المكتب للاقتصاد الدائري كإطار للاشتغال من أجل الهيكلة الشاملة للعمل البيئي، وكيفية تنظيم طريقة تقاسم القيمة مع المجتمع ووضع إطار يسمح بتسجيل تأثير حقيقي على أرض الواقع.
ويولي المكتب الشريف للفوسفاط اهتماما خاصا لتعزيز دور الشباب واندماجه في بيئته الاجتماعية، سواء بين مستخدميه أو منظومته المستفيدة من برامجه المختلفة.
وبلور المكتب، الرائد العالمي في مجال الفوسفاط، العديد من الاستراتيجيات التي مكنت من تعزيز مكانته كأحد منتجي الأسمدة الأكثر استدامة في العالم.
ويهدف المكتب، في هذا الصدد، إلى أن يتم في أفق سنة 2028 تحقيق التغطية الكاملة للاحتياجات من الكهرباء بفضل الطاقات الريحية والشمسية أو التوليد المشترك للطاقة، وهي عملية تجعل من الممكن استعادة الطاقة الحرارية المنبعثة خلال الإنتاج لتحويلها إلى طاقة كهربائية.
وشمل هذا الاهتمام أيضا الحفاظ على الموارد، حيث تم في سنة 2018 تغطية أكثر من 30 ٪ من احتياجات المكتب للمياه دون اللجوء إلى المياه التقليدية، خاصة أن المكتب يهدف إلى النجاح في استخدام المياه غير التقليدية بنسبة 100 ٪ قبل 2028.