أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء ، مساء الجمعة 14 يونيو الجاري، على افتتاح الدورة الخامسة و العشرون لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع ” فاس، في ملتقى الثقافات “.
و تتبعت الأميرة للاحسناء، لوحات استعراضية بعنوان ” فاس، ذاكرة المستقبل “، أبرزت البعد الروحي العريق للمدينة القديمة لفاس، مع الحرص على تثمين التقاليد الأصيلة للمغرب ومختلف ارتباطاتها بالعديد من بلدان العالم.
والتي جسدها العديد من الفنانين المغاربة، لنمثيل التراث العربي والأندلسي والأمازيغي واليهودي المغربي، مما يؤكد التنوع الثقافي المتجسد من خلال تشابك أزقة المدينة القديمة التي ترمز إلى جغرافيا الروح والسفر إلى عوالم غريبة.
وهذا راجع بالأساس لكون السفر هو السبب الرئيسي وراء تشكل إشعاع المدينة، من خلال الحجاج والرحل الوافدين عليها، والذين تفننوا في الترويج للمدينة وإثرائها باكتشافاتهم الغريبة. واعتمادا على كل ذلك، تخللت الحفل لوحات للطائفة الصوفية السنغالية ومدينة القدس حيث عاش العديد من رجالات الصوفية الفاسية.
وبذلك، تكون هذه اللوحات الاستعراضية قد تطرقت للإبداع كلغة حقيقية للألوان الموسيقية التقليدية. فكل لون من هذه الألوان يحكي عن تاريخ هذه المدينة، وعن مدى تجذرها في هذا الإرث الذي يجسده وينقله هذا الحفل المتميز بالحبكة السينوغرافية.
كما أن الإعداد الخاص لموقع (باب الماكينة) مكن من الاستغلال الذكي لتقنية “الرسم الخرائطي” والإخراج بشكل عام، ذلك أنه بعيدا عن المتاريس الضخمة وتحت حماية البوابة الملكية، كانت كل لوحة موسيقية زاخرة بمشاهد وصور خلابة، لم تمس أبدا بجوهر وكنه هذه التقاليد العريقة.