ادريس الاندلسي
نعم لدينا دولة في مغربنا تكونت عبر مئات السنين. دولة لها جذور في التاريخ و مؤسسات عمرت طويلا في مجال السياسة و تدبير السلطة و الإقتصاد. حين وصل المستعمر سلم بأن هذه البلاد لها أصول و فروع و مؤسسات. قال هذا من تعرف على الجزائر ووصفها بأنها لم تعرف أبدأ ما يسمى بالسلطة المركزية. صورة الداي التركي و صورة عبد القادر المغربي لم تزد شيئا لماض لم ينفض عليه غبار سنين تقديم الولاء للمستعمر الفرنسي . ففي الوقت الذي منح قصر فرنسي لأسرة عبد القادر و حريمه و معه مزايا مالية ، أجبر محمد الخامس على نفي إلى آخر نقطة جغرافية في افريقيا. مدغشقر أحبت ملكا منفيا و صلى مسلموها وراؤه. و تأكدوا ان شئتم أن عبد القادر كان من الادارسة. صدقتموه كما صدقناه. و الواقع يوجد في وثائق يحق لكم أن تتطلعوا عليها.
و اليوم كل أصل يرجع إلى أصله ولنقل إلى معدنه. أولاد ماما فرنسا أصبحوا على رأس بلاد بن باديس. لم يحملوا يوما بندقية ضد المستعمر. حملوها فقط في وجه من واجه الاستعمار. و لذلك يضحك بكثير من الاستهتار كبيرهم نزار حين يكلمونه عن الثورة. يعرفون بعضهم و لهم دراية كبيرة بثروات بعضهم البعض. يعلمون علم اليقين ما يعرفون عن رشوات صفقات الأسلحة و استيراد الغذاء و السجائر و الملابس الفاخرة و المشروبات الروحية و كيف يتم الحصول على العقار و الدينار المحول إلى الدولار و كل السلع ذات القيمة عالية الأسعار و حتى تزويد الثكنات بالأكل الردىء.
و كيف يمكن أن تبني الدولة بإسم مستعار و قد أشعلت من زمان النار في عقر الدار. أبناء الجزائر خرجوا ضد الذل و العار، خرجوا للتعبير عن صوت الأحرار. تصدت لهم البنادق و المدافع في عز النهار. و شهدت شوارع الجزائر ملايين الغاضبين و الرافضين لحكم العسكر. وتم إخراج مسرحية قلبت الموازين فحوكم بعض من أتباع النظام ف لتصفية حسابات و ذلك بالموازاة مع سجن مئات الشباب الجزائريين أصحاب الحق في الثروة و الحرية و العدالة الإجتماعية. لو خسرت بلادي المغرب عشر ما خسرتموه في قضايا خاسرة مثلما فعلتم أشياء لكنت في مقدمة من سيتظاهرون ضد مؤسساتها ومطالبا باستقالة المسؤولين. انكم ” تتعيشون” أيها الكابرانات و ابواقهم بالهجوم على الجار و انتقاده المستمر، و الذي لم ينقطع منذ استقلالنا ، لكل من تحمل مسؤولية الشأن العام بالمغرب. و لذلك نستمر في المسير. قافلتنا في تقدم و النباح نعرف مصدره. و بما أنكم أصبحتم مصدر إلهام لصانعي الفرجة الكوميدية، فإنني اتفق مع رئيس برلمانكم أننا سبب إرتفاع درجة الحرارة بالجزائر. و قد نكون المتسببون في ثقب الأوزون و كافة مظاهر تغير المناخ على الكرة الأرضية.
لن أقول لكم أننا نعيش في جنات النعيم في بلادنا ،ولكن مشاكلنا أقل بكثير مما تكابدونه يوميا يا شعب الجزائر الشقيق. الأسواق تفيض بالمنتجات و الأسعار قد تسعف القدرة الشرائية للبعض و تضع البعض في موقف هشاشة اجتماعية. و لكن لن تصل إلى حرمان طبقة وسطى من لحوم و أسماك و فواكه وخضر و لتمنع ذو الدخل المحدود من الحصول على البعض من حاجياته و بصعوبة. وإن شككتم، فباب المغرب مفتوح لكي تتأكدوا بأن هذا هو الواقع. مرحبا بكم فبمجرد أن تجتازوا الحدود ستجدون كل الخيرات. لن أضمن لكم قيمة الدينار الجزاءري و قوته الشرائية في أسواقنا. استغرب كثيرا كيف أن الدرهم مستقر و يتحسن مقابل اليورو و الدولار بينما يتقهقر الدينار أمام كل العملات. ليست لدينا مداخيل دولار ية غازية و بترولية و لكن موجوداتنا بالعملات الأجنبية تكاد تصل إلى نفس مستوى موجوداتكم. إذن هناك مشكل في تدبير الموارد و استغلالها لأغراض لا تهم وطنكم. كما أن هناك خلل عظيم في تدبير الإقتصاد. انظروا بكل شفافية لبنية الميزان التجاري و كذلك لميزان المدفوعات. قال البنك الدولي و ظننتم أننا كتبنا تقرير هذه المؤسسة الدولية التي يضم مجلس إدارتها الدول العظمى في العالم. ونشكركم على هذا التقدير. وكما قال ملكنا ” اللهم كثر حسادنا”
الدولة لا تتقوى بقتل و اعتقال المعارضين و لكن بفتح الأبواب أمامهم بالتفاوض و الانتخاب الشفاف و قبول الآراء المعارضة. الدولة التي تضعف مؤسسات الوساطة و تفقر الشعب و تفرض اختياراتها عليه تحكم على ادواتها بالإفلاس. و الدولة التي لا تجدد نخبها و مؤسساتها و تعمل على تمجيد ما تعتبره قيادات تاريخية تسير بكل تأكيد في إتجاه الانفجار من الداخل. كل عناصر الإحباط يعيشها شباب الجزائر و هو الذي كان من المفروض أن ينعم باستثمار آلاف ملايير الدولارات في فتح أبواب الأمل أمامه .