خلد المكتب التنفيذي الإقليمي و الجهوي لاتحاد التعليم والتكوين الحر بمراكش ، والفيدرالية المغربية للتعليم والتكوين الخاص بمراكش مع الهيئة العليا للمحاسبين ، الأطر التربوية و الإدرية بمؤسسة صوفيا للتعليم ، الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم عبد اللطيف القباج مساء الجمعة 22 مارس الجاري.
و اجمعت كلمات الهيئات المنظمة للذكرى الأربعينية على خصال المرحوم و تفانيه في العمل ، يقول عبد الصادق شحسمة أستاذ بمؤسسة صوفيا ” ربما تستطيع أيها الموت أن تأخذ أجساد أحبابنا فتبعدهم بالتالي عنا ،ولكن لن تتمكن من تغييب من كنا نصادقهم ونحبهم ونحترمهم ،وذلك لأنه لن يكون بمقدورك أن تمحو حضورهم المعنوي بيننا ،ولن تستطيع إفناء تجسدهم الروحي في الوجدان منا ،لأنك مع الحياة صنوان ،كلاكما باب ،فما الحياة إلا جسر ومعبر ، من بابها نلج إلى الوجود في هذه الدنيا ،لنخرج منها عبر بابك أيها الموت ،لكننا نظل فيها حاضرين من خلال
ما خلفناه من أفعال وإنجازات مصداقا لقول الرسول ص” إذا مات المرء انقطع عمله
إلا من ثلاث :صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له .
أيها الحضور الكريم أن نؤبن فقيدنا العزيز معناه أن نوفيه بعضا من سجاياه ،وكلمة الوفاء هنا وما تحتجنه بين أحرفها من دلالات ستبقى قاصرة ومقصرة في حقه وعاجزة عن أن تجلو حقيقته ، فمن أين نستهل الحديث ؟ وإلام سيقودنا شجونه ؟ إننا عندما نتحدث اليوم عن الحاج عبد اللطيف القباج نتحدث عن زمن الأربعينيات ،حيث ولد الفقيد علم 1941 ،كما نتحدث عن مسقط رأسه مدينة مراكش ،وعن أحيائها العريقة ومنها حي زاوية الحضرا(الإدارة المركزية للدولة المرابطية ) ،باعتباره أحد الأحياء الراقية عهدئد وعن أحد دروبها إنه درب سيدي بوعمر ،حيث ترعرع الفقيد في كنف أسرة وطنية مثقفة عريقة ،ممتدة الجذور
في مدينة فاس العتيقة ،حيث استوطنت مدينة مراكش في إطار الحركية التجارية الاقتصادية التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية ،أسرة استطاعت بفضل أصولها التاريخية الممتدة في الزمان والمكان أن تزاوج بين العلم والمعرفة والاقتصاد والسياسة الشاملة للمساهمة في الحركة الوطنية المقاومة للاستعمار وأن تتقلد مناصب وزارية أخرى سامية في أكثر من مجال ،إلى جانب مجموعة من الأسر في مقدمتها أسرة القاضي الفقيه بن عباد والفقيه بلحسن الدباغ والمقاوم حمان الفطواكي وأسرة الغزايل والشنيبر وعبد الله الشليح والأزرق والزين ( من أوائل الموثقين ) بالمدينة والغنجاوي وأسرة مولاي اسماعيل العلوي ومحمد الدباغ وزير التجارة والسريدي وابن كيران وعمر بن إيدار ومولاي حفيظ أمازيغ وعبد العزيز المريني .
تلمس الفقيد أولى بوادر المعرفة الدينية في المسيد ،وتمدرس خلال المرحلة الابتدائية إلى جانب الكثير من أطفال العائلات المراكشية المعروفة آنذاك “بمدرسة الحياة “،وتمكن من اجتياز المرحلة الثانوية الأولى بما كان يدعى Lycée mangin ابن عباد حاليا ، والمرحلة الثانوية بثانوية فيكتور هيجو حيث نال شهادة الباكلوريا عام 1961، ليلج بعدها الأقسام التحضيرية بين سنتي 61/63 .
أما عن مرحلة ما بعد الباكلوريا فكانت في فرنسا بين عام 63و71 ،حيث تابع الفقيد تكوينه العالي بالمدرسة العليا للتجارة والاقتصاد بلوهافر LE HAVRE خلال المدة مابين 61/63 وبعدها واصل دراسته العليا التخصصية في مجال التدبير والمحاسبات في أعلى وأدق مستوياتها بالمدرسة العليا للتجارة بباريس 67/70 تخللتها فترات التدريب الميداني بصفة خبير متدرب في الحسابات بشركات فرنسية كبرى Expert comptable stagiaire وأخرى بكل من تونس والجزائر وغيرها .
وفي عام 1971 نال دبلوم الخبرة في الحسابات محققا بهذا التتويج الطلائع الأولى لجيل الرادة والخبراء المحاسبين المغاربة ،وأصبح بذلك قيدومهم .
ولعل اعتزازه بهويته المغربية على غرار أترابه وأقرانه من أبناء جيله ،إضافة إلى انتماءاته الأسرية الوطنية ،جعلته يختار بإرادة قوية وقناعة كاملة ،أهمية توظيف معرفته التخصصية ،وتوجيهها صوب المساهمة في التنمية الاقتصادية لبلده وعرفت سنة 1972 ،بداية ممارسته المهنية للخبرة في الحسابات بمسقط رأسه مدينة مراكش ، مقاما جعله أول خبير محلف في الحسابات بالمدينة ،وبمحاكمها المؤسساتية (الابتدائية_والاستئناف والمحكمة التجارية ).
مارس المهنة التخصصية العالية بكفاءة وجدية وصرامة واستقامة تشهد له بها كل الجهات المتدخلة في المجال بما فيها مختلف السلطات المحلية والجهوية والوطنية.
قبل المتعاملين معه من الزبناء المتميزين وموكليه من كبار الشركات والمقاولات الوطنية والأجنبية بصفته المتجاوزة لممارسة الخبرة في الحسابات
إلى مستوى Commissariat aux comptes إلى آخر يوم في حياتــــــه، يوم 09/02/2019
مارس المهنة الصعبة الممتنعة ذات المسؤوليات المتعددة الأبعاد ،بكفاءة عالية ،وبشرف كبير ثابث ،وبقيم أخلاقية مواطنة ،جعلت مكتبه للخبرة في الحسابات وتدقيقها مدرسة مفتوحة على الدوام للتكوين والتأطير المهني الميداني لأجيال من الشباب تكونت على يديه ، وشقت طريقها بجدارة واستحقاق ، واعتراف بالجميل، شامل لعدد كبير من المهنيين والخبراء المحاسبين ، ومكاتب الدراسات والمراقبة الحساباتية بمراكش وغيرها من المدن ولقد كانت للفقيد بهذا الصدد عدة إسهامات مقالاتية تحليلية في عدد من المجلات الاقتصادية المتخصصة .