وجاء في التحقيق أن قائدا الاستخبارات المغربية محمد أوفقير وأحمد الدليمي لم يفلحا في تحديد مكان بنبركة والعثور عليه.
حيث طلب الدليمي وأوفقير من مئير عميت رئيس الموساد المساعدة في اكتشاف مكان بن بركة والتخلص منه.
ونقلت الجريدة الاسرائيلية عن مئير عميت قوله “بدا طلب المساعدة في التخلص من الرجل أمرًا طبيعيًّا في نظرهما. ينبغي التذكير بأن منظومة القيم لديهم تختلف تمامًا عنا. وواجهتنا معضلة: أن نساعد فنتورط، أم نرفض فنعرض للخطر انجازًا قوميًّا من الدرجة الأولى. كان القرار حازمًا: التمسك بمبادئنا وعدم التورط في مساعدة غير توفير الأداة، ودمج الموضوع ضمن منظومة نشاطاتنا المقبولة معهم.. وبالفعل تصرفنا بمسؤولية كاملة، ولم نتخطَّ الحدود التي قررناها لأنفسنا”.
وبعد ذلك طلب الدليمي من إسرائيل لوحات سيارة مزورة وسما قاتلا. رفضت إسرائيل تقديم لوحات مزورة، واقترحت استخدام سيارات مستأجرة تستطيع تقديم وثائق مزورة لها.
وصل عميت إلى الرباط بتاريخ 25 اكتوبر 1965 في زيارة روتينية، وهناك فاجأه الدليمي قائلًا: “العملية تتدحرج” وصار لزامًا على “الموساد” التجند لتقديم العون.
وبعد يومَين من ذلك، عاد الدليمي إلى باريس للإشراف على العملية، حيث كان في استقباله في المطار أحد رجال “الموساد”. وشكل “الموساد” خلية في باريس لحمايته، كان من بين أعضائها زئيف عميت ابن عم مئير عميت. واتفق الدليمي مع “الموساد” على أن يكون رجالها في باريس جاهزين للمساعدة في حال الطوارئ.
وعندما وصل بن بركة حاملًا جواز سفر ديبلوماسيا جزائريا في 29 أكتوبر للقاء صحافي فرنسي، كان طعمًا قدمته له المخابرات المغربية. وقرب المطعم الذي كانا سيلتقيان فيه طلب منه شرطيان فرنسيان مأجوران من الدليمي مرافقتهما. وتم اختطافه إلى الشقة السرية حيث قام الدليمي شخصيًا بتعذيبه بقصد الحصول على معلومات، وبطرق فظيعة من الكي بالسجائر إلى المس الكهربائي. لكن التعذيب الذي قتل بن بركة كان غطس رأسه في الماء إلى أن يختنق.
وقال أليعزر شارون، الذي كان مدير مكتب “الموساد” في المغرب، إن المغاربة أبلغوه لاحقًا أنه في كل مرة كان يخرج فيها رأس بن بركة من الماء كان يبصق في وجه الدليمي ويشتم النظام المغربي، مضيفًا إن بن بركة قُتِل في الشقة من التعذيب، حيث كانوا يشددون تعذيبه في كل مرة.
وبعد مقتل بنبركة طلب المغاربة العون من الموساد، وأرسل رافي إيتان مسؤول الموساد في إسرائيل، لهم من يساعدهم في التخلص من الجثة، . وقد حمل رجال “الموساد” الجثة ونقلوها إلى غابة قريبة من باريس حيث دفنوها. ومن أجل التغطية على الجريمة ألقوا على الجثة مادة كيميائية تتفاعل بشدة مع المياه لتذويبها .