لم يكن النجاح ليحالف الجلسات العلمية ، التي أسس لها العشرات من طلاب العلم و الإعلاميين و الباحثين المهتمين بعلوم الرياضة على مدى يومين بمدينة مراكش بالمملكة المغربية ، لو لم يتحقق شرط الرباط العضوي المفعوم بالوفاء و التكامل و الثقة بين كل من أكاديمية ” دراسا drassa ” و الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين . و لم يكن الشوق ليكبر و الشغف يتوق للدورة الرابعة سنة 2020 ، دون احتفال بتآكل العمر ، لو لم يحظ الدكاترة و الأساتذة ، الذين أطروا المنتدى بجلساته ، بكبير الإعتبار و عظيم الإعتراف في قلوب و أذهان كل مستفيد محظوظ بالنهل من معين الكفاءات العلمية العربية الجامعة بين العلم و الإعلام الرياضيين . فقد أسدل الستار ، زوال الأحد 7 أبريل 2019 ، على ثالث دورة ، هي الثانية من نوعها ، ينظمها مجلس أكاديمية ” دراسا ” بالمغرب بشراكة كاملة مع الرابطة المغربية للصحافيين الرياضين و بتزامن مع تخليد الأخيرة للذكرى 19 على تأسيسها . تكامل عضوي بين الرابطة و الأكاديمية ، بدت تجلياته حتى على مستوى الشعارات المختارة من قبل كل طرف . فبينما ارتضت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين شعار ” الإعلام الرياضي رافعة للمقاربة التشاركية في تطوير الرياضة الوطنية ” ، اختارت أكاديمة ” دراسا ” شعار ” البرامج الرياضية المستقبلية في التطوير المهني المستدام ” . و قد انبرى للمحاضرة و التوسع العلمي و المعلوماتي تحت مظلة الشعارين ، على مدى يومي 6/7 أبريل ، ثلة رفيعة من الأساتذة الدكاترة المتخصصين من قيمة الأردني عمر هنداوي في موضوع : تطبيقات الذكاء الإصطناعي في المجال الرياضي ، و الدكتورة الفلسطينية سبأ جرار التي تطرقت لدور البرامج الرياضية في التطوير المهني المستدام ، ثم الدكتور المصري محمد بلال الذي سلط الضوء على مستقبل المهن الرياضية في ظل الثورة الصناعية الرابعة ، قبل أن يتعمق النقاش بإشراك الحضور المكثف من خلال مداخلات و تساؤلات و تعقيبات . و استأنفت الجلسات الفكرية ، عقب فترة استراحة قصيرة ، من قبل عرضين قيمين ألقاهما كل من الدكتور المصري محمد عبد العظيم في موضوع التطوير المهني للأطر الرياضية في ضوء محركات التنمية البشرية ، و الدكتور المغربي إدريس مغاري الذي حاضر في موضوع تحديات التنمية الرياضية المستدامة . و لعل الدورة التكوينية التي أطرها الدكتور و الإعلامي حسام بركات ، عشية اليوم الأول ، شدت إليها انتباه و اهتمام رجال الصحافة و الإعلام بشكل ملفت من خلال التفاعل و التجاوب الذي خلقته حمولة العرض . و قد كان لنباهة كل من الدكتور عبد اللطيف البخاري و الأستاذ الصحافي عبد اللطيف المتوكل فضل كبير في الربط بين فقرات الجلستين من خلال الضبط الزمني و اختزال المحاور . و قد تمفصلت أولى جلسات اليوم الأخير حول موضوع الإبداع و الإبتكار في البرامج الرياضية المستقبلية بين ثلاث مداخلات دقيقة للدكاترة كمال دريوش و عبد اللطيف البخاري و أحمد الشريف ، و بترؤس من الدكتور علي الجعفري . في حين خصصت الجلسة الرابعة من برنامج المنتدى لعرض أعمال الدكتورين الفائزين بالجائزة السنوية لأكاديمية ” دراسا drassa ” ، المصرية رغدة عصمت غانم ” أفضل إنتاج فكري ” و الأردني محمد خلفت ذيابات ” أفضل محاضر ” . و كعادتها في كل مناسبة ، تأبى الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين إلا أن تعلي من ثقافة الإعتراف عبر تكريم شخصيات و أسماء كان لها الفضل في إشعاع الرياضة محليا و دوليا ، و كانت الإنابة هذه المرة لفرع الرابطة بمدينة مراكش و الذي وقع اختياره على كل من قيدومي الأندية الوطنية و المنتخب الوطني لكرة القدم : عبد الله السماط و عبد المجيد لمريس و أحمد البهجة و عبد الحق لبيض و سعيد معط الله و يوسف كريمو ، ليأتي الدور على المرأة في شخص بطلة الكراطي مليكة السيد و الحكمة الدولية للدراجات سميرة وسيني . ثم المسير و التقني و المنقب في شخص كل من محمد نجيب الجوهري ، رئيس رياضة و صداقة ، و رشيد النيفي ، مدير الملعب الكبير لمراكش ، و أحمد بومضيل ، قيدوم مدربي كرة اليد ، و أيقونة كرة القدم المراكشية ، با ابراهيم ” لبلول ” . و حظي بتذكار الإعتراف و الإشادة كل من سعد الشريف ، مدير منتدى دراسا ، و محسن بركات ، الباحث و الإعلامي المكون ، بالإضافة إلى عبد اللطيف المتوكل ، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بالمغرب ، و الكاتب العام لفرعها بمراكش عادل بلقاضي و رؤساء الجلسات السالف ذكرهم . و على خطى الوفاء لمدرسة المرحوم محمد بوعبيد ، مؤسس الرابطة ، و العمل على تدشين مرحلة جديدة لمسار الإعلام الرياضي بالمغرب ، سيرا على طريق الإبداع ، أعلن عبد اللطيف المتوكل نهاية الأشغال رسميا . 8