كل من تابع لقاء الإياب بين الغريمين التقليديين الرجاء و الوداد المغربيين الا و يحس بفخر كبير نظير ما قدماه المجموعتين من طبق كروي من المستوى الرفيع و الراقي يعيد كرة القدم الوطنية الى الواجهة خاصة بعد تاهل اولمبيك اسفي في وقت سابق من أمسية اليوم بملعب رادس امام الترجي التونسي.
تلاعب الرجاء بعواطف محبيه ، كما تلاعب بجدية الوداد الدي خانته الامتار الأخيرة في ديربي من احسن بل احسن ديربي في تاريخ مواجهات الناديين على كافة الأصعدة سواءا تقنيا، تكتيكيا او فنيا، و أظهر أن البطولة الوطنية منتجة رغم بعض الشوائب التي تغلغل في لاعبينا طابع الهواية الدي لم يتغلب عليه كليا كخلع القميص بعد التسجيل و الاصطدامات المجانية بين اللاعبين.
الجولة الأولى عرفت تفوق وداد الأمة بفضل هدف الناهيري الدي انبرى لضربة جزاء واضحة على طريقة البانينكا.
الشوط الثاني كان هتشكوكيا بكل المعاني حيث ان بدايته عرفت تعديل الكفة للرجاء من طرف محسن متولي من نفس النقطة اي ضربة حزاء، لكن ما أتى بعد الهدف كان خياليا و اعطى الدليل ان كرة القدم لعبة لا تستند إلى منطق.
مهاجمو الوداد وصلوا بعد ذلك في ثلاث مناسبات لشباك الرجاء و دكوه بثلاثة أهداف بواسطة كل من ايمن الحسوني، ايوب الكعبي و بديع اوك ليخيم جو من الحزن و الاحباط بين احباء الخضر و ساد شبه يقين ان الوداد رجحت الكفة لصالحها و بات تاهلها قال قوسين أو أدنى.
الا انه في سيناريو نادر الوقوع تمكنت كتيبة الخضر من القيام بريمونتادا تاريخية و قلب لاعبوها تاخرهم بتعادل مرادف لتاهل تاريخي بعدما سجل كل من حميد احداد، محسن متولي ثم بين مالونكو في الانفاس الأخيرة من اللقاء لتنتقل الرجاء الى الدور المقبل بفضل الأهداف المسجلة خارج الميدان على اعتبار ان الوداد كان الفريق المستقبل في مقابلة الإياب.
الوداد و الرجاء يستحقان كل التنويه و الإشادة على ما قدموه خلال هاته المباراة و الوجه الطيب للبطولة الوطنية و جودة منتوجها الكروي رغم كل المؤاخدات الكثيرة في حق المنظومة الكروية الوطنية على امل ان تكون جماهير الفريقين تحلت بالانضباط حثى خارج مركب محمد الخامس لكي لا تخدش الصورة الرائعة للفريقين على أرضية الملعب.
أحمد تميم