ع الصمد بلكبير / واشنطن
في أواخر سبعينيات القرن الماضي،
وانا حديث العهد بالافراج(76) من اعتقال(73) زار المغرب في مهمة
أكاديمية، المفكر وعالم الاجتماع والروائي ، المرحوم د حليم بركات وكان حينها، رئيسا لمركز العالم العربي (الشرق الاوسط وشمال افريقيا) في جامعة(جورج تاون) وما ادراك ! وذلك بهدف استقدام أساتذة مغاربة في تخصصات مختلفة،تمهيدا لفصل شعبة المغرب،في المركز،عن المشرق نظرا لتعاظم أهميته بالنسبة للإدارة الامريكية، وذلك في تكوين مكثف ل 12 طالبا امريكيا،في الفكر المغربي (الجابري) والمجتمع ( المرنيسي والخطيبي ) والفلكلور (يهودي مغربي) ،,,الخ.
ولأنني كنت محروما من جواز السفر، فلقد تعذر علي المشاركة في
الوفد المغربي الذي تكلف بالمهمة،
اتضح سريعا ان الطلبة اولئك كانوا
من cia التي تعاقدت مع الجامعة ،
حسب التقليد الامريكي ،علي تكوينهم، بقصد تأسيس مكتب مختص بالمغرب، دون المشرق، في الوكالة اياها، وذلك اثر المسيرة الخضراء؟!
خلال مناقشات استراحات الشاي،
صرح(الطلبة)اولئك بالتالي عموما:
1،اقرارهم بمغربية الصحراء، تاريخا
وجغرافية ولغة وثقافة ومجتمعا
2 ان خطا الطرح الوطني للمسألة،
يكمن في ربطها بالبيعة، ما يكرس،
(الاستبداد)عوض الديمقراطية،في
نظرهم،
3 ان المطلوب هو الاقتداء بتجربتهم
هم، حيث حققوا ثورات 3 في ثورة
واحدة (الاستقلال والوحدة والديمقراطية) في نفس الوقت،
4 ان المؤهل لتحقيق ذلك هو الدليمي ذلك لانه صحراوي/ومعه الجيش/ والامن/ والمخابرات/ وقد كان عنصر ارتباط، نيابة عن الجيش الملكي، مع جيش تحرير الجنوب (ايت باعمران) خسيء مسعاهم، وبتنسيق مع الملك لعب الدليمي دورا مزدوجا،ثم تأكدتcia صدفة من وطنية وملكيةالجنرال، فذبحته بيد اصدقائه ( فرنسا 1984) خلال زيارة ميتران لمراكش وذلك، وذلك بعملية قشرة موز غاية في الدهاء والتحليل
حكيت هذا الان، بمناسبة زيارتي اخيرا لذات الجامعة، ولمركزها الاستشراقي المختص بمنطقتنا،
وذلك بعد كل هذا الزمن الفارط،
امتد النقاش طويلا ومتشعبا،واكثره
كان حول صحرائنا، ويهودنا،وقضايا
حقوق الانسان عندنا، والخلاصة :
1 ان اعتراف الدولة العليا الأمريكية
بحقنا في صحرائنا، هو(ثورة) مقارنة
بمواقف المجتمع الامريكي، بما في ذلك عقله العلمي الاكاديمي؟!واذن
بمواقف الإدارة العميقة فيه(cia)
بل ولقد عاينت، بألم كيف تتم التضحية بالحدود الدنيا للمنطق،
وبالمصطلحات والمفاهيم الأولية
في العلوم الانسانية ؟!
لم تعد الرأسمالية الراهنة في حاجة
الى عقل ولا الى تعقل، ووعيها الاستشراقي، تدهور جدا ،مقارنة الى
ما قبل الاستعمار،ثم مرحلتي الاستعمار القديم والجديد،وان تاتي
الحكمة من راس الدول، لأمن ادوات
تفكيرها واستخباراتها المختصة، فهذا
يعني الكثير الذي علينا اعتباره،و
العمل على استثماره الى أبعد حد .