إدريس المغلشي
“يلاه مابقى شاي …بالي قبل مايسالي ..!”
لا زمات تتكرر حين نبيع مافضل من الجودة وبلغة العامة كذلك “الشايط ” منها والمتلاشي .كلمات تلوح في الأقق دون ان يعي صاحبها خطورتها ووقعها على الناس لما تحمله من تحايل.المصيبة ان البعض يحرف الحقيقة ويشوهها وفي الأخير يصدقها . صرنا في ضيافة “صولد” بعدما كسدت سلعة السياسة واصبح صاحبها متخبطا في تناقضات مفضوحة بل لاحظناكيف صار كلام المواطنين الملسوعين بضربات موجعة من إجراءات وقرارات لاشعبية .تباين المستوى بين الطرفين واصبح بعض الزعماء في حضيض و مثار السخرية والشفقة للاسف الشديد نهاية كنا نتوقعها لكن ليس بهذا التدني الذي بلغ القاع. أثار مقطع فيديو لزعيم سياسي وهو يؤطر تجمعا سياسيا موجة من التفكه على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مضمون خطابه الركيك لغة والفاقد للشرعية والمناقض لها مضمونا. ومرد هذا التفاعل الواسع كون الشخص نفسه سكت دهرا ونطق كفرا فالجميع يعلم تبعيته العمياءلرئيس الحكومة دون أن يبدي رأيا لم نسمع له صوتا منافحا لا عن المواطن ولا عن بعض قيادات حزبه التي تعيش أسوا مرحلة في حياتها بعدما خسر كثيرمن نقط القوة في تداعيات ملفات متشعبة وكثيرة تستهدف رمزيته ورسالته.لم نسمع له ردا ولا تعليقا وكأن هؤلاء ينتمون لكوكب آخر. لقد ولى زمن السياسة التي تمتلك فيها القيادة جرأة الطرح والدفاع عن مرجعيتها واخلاق الفعل السياسي النبيل . لقد اصبحنا اللحظة بالفعل امام دكاكين سياسية حشرتنا في عناوين وزوايا ضيقة بخطاب مستواه متدني في زمن تغول فيه المحتكرون وأصبحنا نتكلم عن ثمن الدجاج والسردين وغيرها من أساسيات القوت اليومي للدراويش.فعلا إنه بؤس الخطاب السياسي .
نعيش مرحلة موت الخطاب السياسي حين يشذ عن القاعدة امام تغول السلطة والرأسمال وكيف استطاع ترويض البعض بين الدعم واللجم .وسد منافذ الحياة امام الكلمة الحرة والرأي المخالف.الساحة تشكو فراغا لم نشهد له مثيلا بعدما افرغت من طاقاتها بفعل فاعل وتعيش أزمة جيل باكمله لم يستطع معها بعض الفشلة في إيقاف النزيف وبدا جليا أننا نعيش أزمة قيادة وخطاب معا. في مشهد كاريكاتوري لم يعد يثر الشفقة فحسب بل السخرية لحد الغثيان .وأصبحنا معه نتساءل ،لماذا يفشل المثقف السياسي في تسجيل حضور متميز يبصم مرحلة وجوده داخل هيئة سياسية ؟ لماذا ينهزم في هذه الخطوة ؟ هل مرد ذلك كونه لايحسن قراءة الواقع او انه لايتقن استعمال ادوات تحليل تناسب المرحلة ؟
في الواقع أمام هروب اغلب المثقفين من الحقل السياسي بعدما احتله مجموعة من اصحاب المال والسوابق على حد سواء مع تسجيل نسبة مستفزة ومخيفة في نفس الوقت 12% من ممثلي هذه الاحزاب يقبعون في السجن باحكام تتوزع بين المخدرات والفساد وخيانة الامانة وهي مؤشرات غير مسبوقة في فضاء دستوري ننتظر منه المرافعة على قضايا المواطن وليس الدفاع عن فئة مشبوهة وقد قال القضاء فيها كلمته .استنتجنا في النهاية خلاصة لماذا تعيش السياسة مرحلة احتضار بل افلاس كلي.أحزاب فاقدة للأهلية من خلال الاستماع لعينة ممن خانتهم قدراتهم في تدبير الشأن العام وباتواعلى الهامش يصرخون بكل قواهم ليس دفاعا عن المواطن المقهور الذي طحنته ماكينة غلاء غير مسبوق بل طمعا في جولة أخيرة حفاظا على نعمة المناصب والمكاسب. يتناوبون على قتل السياسة باصرار وترصد لاهم لهم سوى مصالحهم الضيقة .ما يستفز حقيقة أن اغلب هؤلاء الفشلة السياسيين يتبادلون الرسائل فيما بينهم عبر خطابات رديئة لكنها صريحة نحو اهدافهم عكس مصلحة الوطن للأسف الشديد . كيف سنثق في نخبة أخلفت وعودها مع المواطن؟