2 ـ محمد شهرمان زجال مراكشي أغنى الساحة الفنية المغربية
ظل محمد شهرمان الزجال والكاتب المسرحي المراكشي، يقضي لحظات حياته بين قساوة الحياة وكآبة الاحساس بجحود وطنه له، حتى طال رأسه الشيب، تجاعيد وجهه كانت تدل على ماض حافل بالعطاء والإبداع، تجاعيد تخبئ بين طياتها آهات الرجل من إهمال وإقصاء، من طرف مسؤولي المدينة الحمراء.
كان يمشي بجسده النحيف وحيدا، مخترقا شوارع وأزقة المدينة الحمراء طول النهار، وبمقاهيها يقبع منفردا منهمكا على ذاته، ومنطويا على زاوية دواخله، كأنه غريب عن المدينة، لكنها ليست سوى لحظات مخاض وولادة إبداعية جديدة.
“كلام شهرمان كلام فيه الكثير من الإبداع، إبداع موزون، إبداع تحس أن الرجل يمتلك الكثير من المواهب، شهرمان هامة إبداعية تطاول شموخ الأطلس المطل على مراكش، سواء في كتابته المسرحية أو الزجلية أو حتى كتابته باللسان العربي الفصيح، هذا الرجل النحيل دو الهامة التي تطاول عنان السماء، لا يتحدث هكذا اعتباطا، ولكنه حتى وإن غضب عليك، وأراد أن يوجه لك سبة أو شتيمة فتكون مرصعة بالشعر”.
في بداية الألفية الثالثة وإلى حدود سنة 2007 ، ألف ثلاث مسرحيات وقام بإخراجها “حكاية سين ونون”، “خذلك مشوار” و “مذكرات فلتان”.
محمد شهرمان كما وصفه الفنان المبدع مولاي الغالي الصقلي هو ” فنان متكامل خطاط، زجال، كاتب مسرحي متميز، يجمع بين الخفة في الأسلوب واللعب بالألفاظ حتى يعطي صورة مشحونة بأبعاد، إنه يصنع فسيفساء بالكلمات، معروف بالنكتة، خفيف الظل، خفيف الروح، حلو المعشر وحلو الحديث “.
أغنى محمد شهرمان الساحة الفنية المغربية بمجموعة رائعة من الأزجال المغناة، إذ نظم لمجموعة جيل جيلالة أغنية “الكلام المرصع” في سنة 1972و” العيون عينيا” مناصفة مع الطاهري سنة 1975، ثم أغنية “دارت بينا الدورة” سنة 1976 وجميعها قصائد لا زالت تطرب مسامع عاشقي مجموعة جيل جيلالة، كما أنه ملأ خزانة مجموعة الأرصاد للفن الشعبي، في بداية الثمانينات، بعدة أزجال تغنت بها المجموعة ولا زالت عالقة في أذهان محبي هذا الفن، مثل”الرواية”، “سقط العقل”، “قوارب الموت”، وبعد انقسام المجموعة إلى فرقتين فنيتين نظم الزجال شهرمان في سنة 2006 ثلاث قطع مغناة لمجموعة لرصاد “اعتاق اعتاق”، “خلينا ليه الله” والأغنية الخالدة “أحلى مكان”.