1 ـ محمد شهرمان وجيل جيلالة
يعد الراحل محمد شهرمان أحد رواد مسرح الهواة في الستينيات، الذي لعب دورا مهما في تطعيم الساحة الفنية بعناصر يشكلون الآن رموز الفن المسرحي بالمغرب، كتب لمجموعة جيل جيلالة ومجموعة الأرصاد ومجموعة نواس الحمراء، والثنائي بزيز وباز، تغنى بكلماته الفنانين البشير عبده و محمد علي، ولحن له شكيب العاصمي وعبد الحي التطواني، وأنتج للإذاعة والتلفزة أعمالا رائعة لازالت خالدة في الذاكرة المغربية.
من مواليد سنة 1948 بحي سيدي بنسليمان بالمدينة العتيقة لمراكش، ارتبط اسمه بمجموعة جيل جيلالة، من خلال مجموعة من الأغاني الخالدة التي ألفها وادتها المجموعة من قبيل “الكلام لمرصع”، و”العيون عينيا”، التي ظلت منذ السبعينات من القرن الماضي مقترنة في المخزون الثقافي المغربي بحدث المسيرة الخضراء.
بدأ اسم محمد شهرمان يتسلل إلى مسامع عشاق المسرح في بداية الستينيات بمراكش، المدينة التي شهدت ولادته سنة 1948، ولم تمض عن ذلك سوى سنوات قليلة، حتى أصبحت له عناوين شهيرة لمسرحياته المتميزة كمسرحية “خدوج” و”التكعكيعة” للمخرج المسرحي عبد الكريم بناني، ومسرحية ” نكسة أرقام” و”الضفادع الكحلة”و”الرهوط” للمخرج عبد العزيز الزيادي، وهي مسرحيات عرفت النور على خشبة مسارح المدينة الحمراء في أوائل السبعينات، نال شهرمان عن مسرحيته ” الضفادع الكحلاء “جائزة أحسن نص سنة 1972.
تعدد مواهب محمد شهرمان وتمكنه من الثقافة الشعبية والعالمية أهلته ليبدع ويساهم في ازدهار المسرح المغربي، غذ أضاف إلى سجله مسرحيات أخرى في أواخر السبعينات، عرفت كذلك إقبالا جماهيريا كبيرا كمسرحية”الأقزام فالشبكة ” و”الخنقطيرة” للمخرج عبد الكريم بناني، ومسرحيتين “الجارالداعي” و”الجهاد الأكبر” من تأليف وإخراج شهرمان وذلك في الثمانينات ، ثم مسرحية “خمسة وخميس” أخرجها الفنان مصطفى تاه تاه، ومسرحية “سوق الرشوق” وهي من إخراج مولاي إدريس المعروف.
كان محمد شهرمان قبل وفاته، يحافظ على رشاقته وخفة دمه وكلامه الموزون، لايدخل في الحديث مباشرة بل يطلب بعض الدقائق ليصفي ذهنه المليء بالذكريات والأحداث والتواريخ المهمة، وكان يسير في الشارع بأناقة واتزان، يحرك أطراف جسده بدقة وعناية، ولا يسمح لها بحرية الحركة على الإطلاق، يلقي عليك التحية فتستشعر الاحترام المتدفق من طريقته الدقيقة جدا في الإلقاء، وإن حدثك أنظم شعرا، عشق المسرح وارتبط به ارتباطا وثيقا منذ شبابه، أبدع فيه ومنحه من وقته الكثير، إنه سحر الخشبة.