محمد نجيب كومينة
ما يحدث في السعودية ثورة حقيقية، ثورة ثقافية سيكون لها اثرها عربيا واسلاميا لامحالة. السعودية التي صدرت من قبل الوهابية ستصدر غذا حداثة، حوار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مند مدة الذي قدم من خلاله رؤيته للاصلاح، بما فيه الاصلاح الديني، تميز بجراة كبيرة. التخلي عن الاحاديث المنسوبة للنبي التي رواها الاحاد مثلا حدث كبير، اذ يترتب عليه التخلي عن الجزء الاكبر من البخاري ومسلم و عن روايات ابي هريرة التي تناهز 50 % من الحديث، بحيث الح ان المرجع هو القران.
يجب ان نتابع هذه الثورة ونتحرر من القوالب الجاهزة والاحكام المسبقة التي تنطوي على عنصرية احيانا. اذا لم تنجح هذه الثورة، فلن ينجح شئ بعدها.
ليست لي اي علاقة بالسعودية او اي جهة بالخليج، ولست طامعا او متملقا لاي حاكم، لكنني الاحظ مند سنوات، بله عقود، ان هناك نخبة سعودية وخليجية اشتغلت من اجل التحديث والحداثة، وتكفي الاشارة الى القنوات التلفزية او بعض الصحف في هذا السياق او النهضة الاقتصادية في الامارات، و كان لاشتغالها اثر عميق شمل القيم والافكار ، ويبدو ان التراكمات تنتج اليوم هذه الثورة من فوق في مجتمعات نعرف جيدا كيف كانت، وكيف صور تخلفها وتحجرها عبد الرحمن منيف في مدن الملح بعبقرية. في الخليج كانت الكويت سباقة واستثناء و عرفت هي ايضا انتكاسا بعد الثورة الايرانية ثم الغزو العراقي، لكن بلدان الخليج الاخرى تلتحق بها اليوم . من كان يتصور ان الفلسفة ستدخل البلد الذي كانت فتاوي ابن باز تحرمها و فتاوي اتباعه تجرمها مثلما حرمها وجرمها من سيطروا على فكر المسلمين قرونا من قبل وكفروا الفلاسفة وحتى المتكلمين.