الظروف التي مهدت للانتماء:ثمة أحداث وظروف: موضوعية وذاتية عديدة ومتداخلة كانت من الأسباب التي لفتت انتباهي الى السياسة، ومن ثم ساعدت على انتسابي _بسلاسة_ الى التنظيم السري ٢٣ مارس، ولعل مايشبهها_ الأحداث والظروف_ قليلا أو كثيرا هي التي عجلت بالتحاق رفاق اخرين من مدينتي بالتنظيم ذاته.
ومن هذه الأحداث والظروف مايتعلق بالحارة التي نشأت فيها، والمؤسسة التي درست بها وبأنشطة حزب الاستقلال الي تابعت بعضها ، وماعرفته الثانويات ،في بداية السبعينيات من اضرابات واعتقالات، الى ان التحقت بكلية الاداب بفاس ثم كلية الاداب بالرباط، والمدرسة العليا ،واعتقالي في ثكنة احمد الغول بمراكش( التجنيد الاجباري)،وتعييني في اسفي 78_1980 ف انتقالي الى البيضاء 80_1982 ثم عودتي الى اسفي في الموسم الدراسي 82_1983أي الى حدود فترة تاسيس م.ع.د.ش وماتلاها.
ب_ الصراع السياسي في الحارة: ظلت ذاكرة فتوتي تختزن الصراع الذي كان يدور في حارتنا بين مناضلين عاملين في معامل تصبير السمك،هما المرحومان : عبدالكبير لكويس( الاستقلال)، ومحمد الحنفي(ا.و.ق.ش) ويتجلى ذلك لدى أتباع كل منهما في العنف اللفظي الذي يتحول الى الاشتباك بالأيدي فتحطيم الكراسي خصوصا أثناء حفلات عيد العرش.
كما كانت الألسنة تتداول الاعتداءات الجسدية/ الدموية التي قامت بها عصابات الجبهة ( الفديك) في جنح الظلام ضد مناضلي الاستقلال،كان لهذه الجرائم صدى بارز في المدينة وأرباضها.
ت_ أنشطة حزب الاستقلال: كان مقر حزب الاستقلال_في بداية السبعينيات من القرن الماضي_ الذي نمر منه ذهابا وايابا الى ثانوية الهداية الاسلامية،الواقع في شارع الرباط الشريان الاقتصادي والثقافي والحضاري للمدينة ( المتاجر، السينما،مكتبة الشباب) كان المقر ذا اشعاع سياسي كبير بما يقدمه من عروض سياسية كان يحضرها أساتذة يساريون يربكون نقاشها بتدخلات تثيير اعجابنا وحماسنا نحن التلاميذ
ث_أساتيذ الهداية الاسلامية: لايمكن ان نستبعد التاثيرات المباشرة او غير المباشرة التي كانت تسلل الى وجدان التلاميذ من لدن أساتيذهم المنتمين الى او.ق.ش امثال المرحومين عبدالحق البوفي ،عبد الرحمان المرمري، عبدالله الهسكوري ،واحمد الأدوزي واخرين فلسطينيين ممن فتحوا اعيننا ووعيننا على القضية الفلسطينية خصوصا اثناء احداث ايلول الاسود حين أطلعتنا الأستاذة ناذرة في درس الاشياء! على قصيدة لشاعر فلسطيني يهجو فيها ملك الاردن: الحسين: لوكنت سيد شعبنا. ماخنتنا مابعتنا للمعتدي
كما كان لأستاذنا الفلسطيني نصر قشلان تاثير واضح على وعينا القومي وهو الذي كان ممثلا لمنظمة (فتح) والعضو الفاعل في فرع الجمعبدية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني باسفي.
عبد الهادي زوهري / قناعة الاختيار بوحدة اليسار