في البيضاء من 1980_ 1982: في صيف 1980 تعرف رفاق اسفي على الرفيق مصطفى الزنايدي المعتقل السياسي السابق من طريق صديقنا الفقيد الحسين نزيه الموظف باوطوهال.
وفي بداية الموسم الدراسي _ شتنبر 1980 انتقلت الى البيضاء، استاذا بثانوية المصلى حيث سألتقي برفاق لم يكن لي بهم سابق معرفة : سعيد يقطين، محمد رويض.
وقد هيا لي الرفيق الزنايدي، اول اتصال مباشر و” رسمي” بالمنظمة بوساطة شاب أشقر اللون _ نسيت اسمه الحركي، يتنقل بدراجة نارية متهالكة لكنها تفي ب( الأغراض التنظيمية).
كان يتسم بتواضع جم وطيبوبة دافقة، يوصوص عينيه وهو يحدثك، لاتفارقه ابتسامة رقراقة صافية، شديد الانصات لمن يحاوره ، له قدرة مائزة على التواصل والاقناع.
وقد مدني باول وثيقة كانت تتصدر جدول اعمال المنظمة وقتذاك،هي وثيقة الشرعية التي كانت مدار حوارات بين مناضلي المنظمة في الداخل والخارج وهي الوثيقة الفارقة في حياة المنظمة والتي ستنقلها من السرية الى العمل الشرعي العلني مع ماصاحب ذلك من تطور حاسم في الخط السياسي للمنظمة في قضيتي النضال الديمقراطي واستكمال الوحدة الترابية _ الصحراء المغربية _ ومارافق ذلك من تطورات تنظيمية وسياسية : صدور جريدة انوال ،والعفو عن المغتربين السياسيين….
في هذه هذه الفترة كلفت من طرف المنظمة ان اكون همزة الوصل بينها وبين الخلية ” الرسمية الأولى” باسفي المشكلة من الثلاثي: محمد بولامي ،المرحوم عبدالواحد اليعقوبي، الزوهري.
امتدت علاقتي بالرفيق البيضاوي من اكتوبر 1980 الى الاسبوع الاول من ابريل 1981 الى ان أنباني ذات لقاء على حين غرة بانه لن يتمكن من الاتصال بي في القادم من اللقاءات دون توضيح من جانبه ،ودون ان الح على معرفة السبب من جهتي ، لأن ذلك من صميم شروط وقيم ومواصفات العمل السري. الا أنني احسست حينها بالحزن والقلق معا،الحزن لانني الفت ذالك الرفيق هو الذي ازرني _ والزنايدي _ في لحظة متوترة من حياتي الزوجية(الطلاق) حيث كان لي سندا وعضدا في تلك الازمة الحرجة. اما القلق فمرده خشيتي ان تنقطع صلات خلية اسفي بالمنظمة الا ان رفيقي بدد قلقي بان وعدني بان يضرب لي موعدا جديدا مع المنظمة، سيتم عبر رفيق ” اخر” أوصاه بي خيرا.
هكذا سيغيب رفيقي البيضاوي عن ناظري ،دون ان تفارق صورته وجداني ، وفي يوم ما وانا اتصفح جريدة انوال رايت صورته وعلمت انه الرفيق محمد برادة حميمة ،كان متابعا في اطار حملة اعتقالات صيف 1977 بسبب نضاله الطالبي والتلميذي فتخفى في شوارع البيضاء المزدحمة بقناع السرية الى ان استفاد من العفو ليعود الى اهله بمراكش يوم 24 ابريل 1981.
ومن ذكرياتي مع هذا الرفيق انه بات في بيتي في احدى الليالي بحي الاندلس صحبة رفيقنا طالع السعود الأطلسي، وفي الصباح ونحن نتناول وجبة الفطور، لفت التقويم calendrier انتباهنا الى ان تلك الصبيحة صادفت تاريخ23 مارس 1971، فما كان منا سوى تبادل الابتسامات.
في الموعد الجديد مع المنظمة الذي حدده لي الرفيق برادة كان امام سينما الامل بعد ان اوصاني ان احمل في يدي جريدة انوال وان اجيب عن سؤال : اين طريق التحرير؟ بجواب الصحراء المغربية كانت تلك هي كلمة السر للتعرف على الرفيقة القيادية عاىشة لخماس وهي التي ستصبح مسؤولة عن الخلية التي تضم : سامية الاندلسي زوج رفيقنا مسداد، وسعيد يقطين ، والزوهري
كانت المهام المسندة الينا هي العمل في النادي السنماىي مرس السلطان وباحدى الجمعيات الثقافية بدار الشباب بوشنتوف حيث كنت اتعجب من تشابه تدخلاتي بتدخلات عضو اخر لم اكن أعرف شخصه ولاهويته السياسية حتى انني كنت اجتمع ضمن خليتي في بيته دون ان اراه او ألتقيه ؟! انه الرفيق الغالي محمد بلمقدم الذي اتمنى له الشفاء لاسترداد عافيته.
وكانت مهام خلية اسفي هي الاهتمام بتتبع قضايا المجلس البلدي ، وقد لعب رفيقنا بولامي دورا بارزا في هذا المجال اذ ان اول مقال بعثه الى انوال يتعلق بنكتة المجلس البلدي الذي اقترح احد اعضاىه ان ماتحتاجه اسفي هو السجن!؟ فضلا عن تدارس انوال والدعوة لها في اوساط اصدقاىنا ومعارفنا ناهيك عن النضال في النقابة ( التعليم) وجمعية البعث الثقافي.
عبد الهادي زوهري / آسفي