مابين البيضاء واسفي: 82 ـ 1983: بعد صدور العفو الملكي عن المغتربين السياسيين، عادت قيادة المنظمة مظفرة الى ارض الوطن في يوم 8 مارس 1981، وهو يوم له دلالة رمزية وحمولات تاريخية وثقافية لما يوليه هذا الفصيل ـ 23 مارس ـ لقضية المرأة من اعتبار في عمارته الفكرية والايديولوجية والانسانية وماسيثمره من تنظيم اتحاد العمل النسائي ، ومن اشعاع جريدة 8 مارس.
كما شكل ذلك اليوم حدثا فارقا في الحياة السياسية المغربية لما لهذا الفصيل من مواقف بارزة في سجل النضال الوطني والديمقراطي ـ فضلا عن القومي والأممي ـ يمكن التذكير هنا بمواقفه التاريخية من الاضراب العام ل20 يونيو،واعتقال قيادة الاتحاد الاشتراكي، وتوقيف جريدة المحرر…الخ
كانت هذه العودة بعد عقود من المنافي والاغتراب، وفي سياقها عاد عبد الرفيق بوركي، بتاريخ 19 يونيو1981، وقبلها ببضعة أشهر أسست المنظمة جريدة انوال في نونبر 1979، بعد مراجعات نقدية جذرية لخطها السياسي وتجربتها التنظيمية ،كان من نتائجها أبداع وثيقة الشرعية ،وهي شرعية نضالية عمدها هذا الفصيل بكثير من التضحيات: سجنا واغترابا واستشهادا،حتى توجت بشرعية قانونية جسدها بلاغ الكتابة الوطنية في 6 ماي 1983 وتلاها انعقاد أول ندوة وطنية علنية بقاعة سمية( علال الفاسي) بالرباط يومي21 و22 ماي من الشهر ذاته، تحت شعار مركزي يجسد فلسفة المنظمة وأهدافها : ( دمقرطة الدولة دمقرطة المجتمع) جمعت كل اطر المنظمة حيث كانت اسفي ممثلة بالرفاق رجواني بولامي، الزوهري.
عين عبدالسلام رجواني أستاذا لمادة علوم التربية بالمركز التربوي باسفي في الموسم الدراسي 82_1983 في الوقت الذي غادر فيه المرحوم عبدالواحد اليعقوبي هذا المركز لينتقل الى اليوسفية،وهكذا سيصبح هذا الثلاثي الرفاقي هو المسؤول عن تاسيس لجنة منطقة أسفي ماديا وادبيا ،كما قام بتعبئة رمزية لتدعيم القوى الوطنية والديمقراطية المشاركة في الانتخابات البلدية ليونيو 198٣_ لما تعذر على المنظمةذلك_ في حارات بياضة ،درب مولاي الحسن، سانية زين العابدين
والجدير بالذكر أن قيادة المنظمة بعد عودتها مباشرة من المنفى عملت على تأهيل أطرها ومناضليها سنة 1982 من خلال وضع برنامج سياسي وتنظيمي بالبيضاء_ لما كانت المنظمة في وضعية التسامحtolerer _أطره الرفيقان محمد الحبيب طالب ومصطفى مسداد استفادت منه المناطق التاليةوممثلوها : خريبكة ع أزريع، سطات محمد بنحادة، البضاء محمد باكريم ، محمد بلمقدم….، المحمدية عبدالرحمان زكري، أسفي ،محمد بولامي، الزوهري
وسيقود ذلك قيادة المنظمة للشروع في تاسيس هياكلها التنظيمية ابتداء من شهر يوليوز 1983 في ندوات محلية كل منها يحمل اسما لمعتقل سياسي ،
في عدة مناطق وجدة الناضور، تطوان فاس البيضاء، مراكش اسفي…الخ
وهكذا ستكون اسفي موعد تاريخي هو لحظة تاسيس اطارها التنظيمي، وسمته بندوة صلاح الدين الوديع في الاسبوع الثاني من شهر يوليوز بمنزل الرفيق رجواني الكائن بحي انس ،زقة 438،رقم 27 حضرها حوالي0 10مناضل وعاطف دون أن انسى من ساعد على تنسيق هذه الندوة وهما الرفيقان حبيبي بنسالم ، وعلي الزيادي اذ كانا صلة الوصل بين قيادة المنظمة واللجنة الثلاتية عبر منسقها الزوهري.
عبد الهادي الزوهري / آسفي