…….قد يكون محمد فكري المناضل الوحيد الذي ٱختزل في شخصه حرفية عالية من العمل السياسي والنضالي…….لتنقله الحماسة والمهنية فيما يسمى بالرحلة الثانية من مراكش نحو الدار البيضاء ليخرج من إقليمية الحلقات الى رحاب وطنية التنظيم منذ بداية السبعينات حيث أوكلت له عملية رقن وطباعة كل منشورات ووثائق منظمة 23 مارس وحتى الصحيفة التي تحمل نفس الاسم رفقة رفيقه محمد الغريسي بواسطة آلة كاتبة تقليدية وكذلك بواسطة طابعة يدوية (الرونيو) فيتم تجميع الوثائق ب(الكرافوز) ……..من جهة أخرى نشطت آلات القمع في ملاحقة وإيقاف العشرات من النشطاء والمناضلين اليساريين مع مطلع 1972 (اسيدون…حرزني …الخ) لتكون الصدفة وحدها من أجلت ٱعتقال محمد فكري إلى حين ……غير أن حدسه الذي تغدى بتجربة المناورة مع السلطات جعله في نونبر 1974 ذات جمعة حارة وقائظة على غير العادة أنه فعلا أضحى قريبا من الاعتقال فأضطر هذا اليوم الى المبيت عند أحد أقاربه بإحدى المناطق القريبة من الدارالبيضاء .. ….وصبيحة يوم السبت قدم الى البيت الذي كان يكتريه قرب (كراج علال) رفقة المناضلين علال الأزهر ..عبد العالي بنشقرون والشهيد عبد السلام لمودن …..فانتبه على مسافة لوجود أشخاصا غرباء وسيارة الشرطة قابعة أمام محل السكنىى فقفل راجعا إلى مقر المنظمة ماشيا حتى شارع الزرقطوني بالمعاريف حيث وجد نفسه وجها لوجه أمام (زبانية) السلطة ليتم ٱعتقاله وتصفيده وتحويله إلى مركز الشرطة بنفس المنطقة عبر سيارة أجرة …….
سمير الضويوي